نقص حاد باختصاصيي التخدير والعصبية.. وجهاز تفتيت الحصيات والمرنان بمستشفى درعا الوطني في غرفة الإنعاش

الثورة – درعا – سمير المصري وجهاد الزعبي:
يُعاني مستشفى درعا الوطني من نقص كبير في الكوادر الطبية، ولاسيما أطباء الاختصاص، وتعطل مزمن بأجهزة الرنين المغناطيسي وتفتيت الحصيات، فقد ورد لمكتب “الثورة” بدرعا شكاوى كثيرة نقلها لنا بعض المواطنين والمرضى، والّذين يضطرون لتحمّل الكثير من الأعباء المادية للحصول على صورة رنين مغناطيسي أو جلسات تفتيت الحصيات ما يضطرهم للتوجه للقطاع الخاص والذهاب إلى المستشفيات العامة بدمشق، وبالتالي دفعهم مبالغ باهظة في القطاع الخاص لإجراء الصور، ولاسيما في ظل ظروف معيشية صعبة.
المرنان وتفتيت الحصيات في سبات
أكد العديد من المرضى أن تعطل جهازي المرنان وتفتيت الحصيات بالمستشفى الوطني أرهقهم مادياً بسبب ارتفاع تكاليفها بالقطاع الخاص، حيث تصل أجرة جلسة تفتيت الحصيات بالخاص أكثر من ٣٥٠ ألف ليرة وصورة الرنين أكثر من ٨٠٠ ألف ليرة، وحسب طبيعة الصورة من دون حقن مادة ظليلة أو مع، ولاسيما في ظل صعوبة تأمين ثمن الصور ومواد الحقن وأجور التفتيت.
الحاجة لأجهزة جديدة..
مدير عام الهيئة العامة لمستشفى درعا الوطني الدكتور عبد المعين الربداوي صرح لـ”الثورة” أن جهازي المرنان المغناطيسي وتفتيت الحصيات متوقفان عن العمل منذ عدة سنوات، ما أدى إلى توجه المرضى للقطاع الخاص أو الذهاب إلى المستشفيات العامة بدمشق وانتظارهم لعدة أشهر للحصول على هذه الخدمة، مشيراً إلى أهمية تأمين جهاز مرنان مغناطيسي جديد للضرورة القصوى لكون صوره تسهم في التشخيص الدقيق للعديد من الأمراض، كما أنه مهم جداً لتخديم مرضى الإسعاف والذي لا يحتمل التأخير أو التأجيل.
متابعات من دون نتائج..
وأضاف: إن هناك متابعات حثيثة ومستمرة من أجل إعادة إصلاح وتفعيل جهاز تفتيت الحصيات المعطل منذ سنوات، ولكن بسبب الإجراءات المركزية وحصر أعمال الصيانة للأجهزة الطبية واستجرار الأدوية عن طريق وزارة الصحة أدى للكثير من الصعوبات، وما نأمله الإسراع بإجراء أعمال الصيانة للأجهزة المتعطلة بالمستشفى، إضافة إلى تأمين جهاز المرنان المغناطيسي وجهاز طبقي محوري بدل القديم لكثرة أعطاله وانتهاء عمره الفني للحاجة الماسة لهما لتخديم المرضى وتخفيف المعاناة المادية والمعنوية عنهم.

وكشف الدكتور الربداوي أن هناك نقصاً كبيراً في الكوادر الطبية بمختلف الاختصاصات وخاصة التخدير والجراحة والعصبية والداخلية والقلبية والأذنية والعينية وغيرها، وكذلك الكوادر التمريضية والفنية بسبب هجرة الكثير منهم خارج القطر، وهذا النقص أبقى الكثير من أقسام المستشفى من دون أطباء مثل العينية والقلبية فهناك طبيب قلبية واحد، وأيضاً طبيب عصبية واحد، بالإضافة إلى معاناة الأقسام الأخرى بسبب قلة الاختصاصيين، مبيناً أن معظم الأقسام تعتمد على الأطباء المقيمين والفنيين، وخاصة أن مستشفى درعا الوطني يعتبر المستشفى المركزي الوحيد بالمحافظة ويقدم خدمات نوعية لا تتوافر في المستشفيات المحيطية بالمحافظة.
٤٠٠ ألف خدمة..

ونوه بما تم تأهيله خلال العام الماضي من أقسام مثل العصبية، والعينية، وقسم الإسعاف وإعادة تأهيل قسم العناية وتجهيزها بشكل كامل، كاشفاً أن عدد الخدمات المقدمة بالمستشفى خلال العام الماضي بلغت ٤٠٢٤٢٣ خدمة منوعة، إضافة إلى ٢٦٦٠٠ خدمة إضافية، و١٠٣٠٤ تخطيطات قلب، و٢٥٧٣ عملية جراحية، ونحو ألفي عملية ولادة طبيعية وقيصرية، وغيرها من العمليات الإسعافية، وتضمنت الخدمات الأخرى تحاليل مخبرية وصور أشعة وجلسات غسيل كلية صناعية ومعالجة فيزيائية وغيرها من الخدمات الطبية، بينما بلغ عدد المراجعين خلال العام الماضي نحو ٩٣٠٨٧ مراجعاً.
وبهذا الصدد نشير إلى أن عدد الكوادر الطبية والتمريضية والفنية بالمستشفى يغطي ما نسبته 10٪ من حاجة المستشفى، والتي كانت تصل أعدادهم قبل عام ٢٠١١ إلى عشرات أضعاف هذا العدد حالياً، حيث كان عدد الأسرة بالمستشفى أكثر من ٤٠٠ سرير بينما المتواجد حالياً لا يتجاوز ثلث الأسرة سابقاً.
ما يأمله الكثير من المواطنين والمرضى في محافظة درعا من الجهات المعنية العمل على تأمين أجهزة طبية حديثة سواء المرنان المغناطيسي أم الطبقي المحوري أم تفتيت الحصيات، وحل المشكلة بتأمين أجهزة جديدة للتخفيف عن المرضى ومنع استغلال القطاع الخاص لهم.