القطاع الغذائي أكبر المتأثرين من الأزمة العالمية.. قربي لـ “الثورة”: نتيجة صعوبة تأمين مستلزماته وارتفاع فاتورة دعمه وإنتاجه
الثورة – دمشق – جاك وهبه:
لا يكاد الاقتصاد السوري يتعافى من أزمة حتى تلاحقه أزمة جديدة، فبعد محاولة استيعاب التأثيرات السلبية للحصار الاقتصادي الجائر على البلاد وأزمة جائحة كورونا ومن بعدها الحرب الأوكرانية من خلال سياسات الترشيد النقدي المستمرة منذ فترة تجاوزت عدة أعوام، تأتي اليوم التوترات الحاصلة في البحر الأحمر التي ستعمق التحديات الاقتصادية التي تواجهه.
تراجع بنسبة 70 %..
وتشير دراسات أن حوالى 12% من التجارة البحرية العالمية تمر في مضيق باب المندب في جنوب البحر الأحمر ، لكن بعد الأحداث الأخيرة التي حصلت هناك، تراجعت حركة عبور الحاويات من هذا الشريان الحيوي بنسبة 70%، وفضلت الكثير من شركات الشحن تغيير مسار سفنها لتجنب المنطقة، على الرغم من زيادة زمن الرحلة الواحدة بمقدار أسبوعين، ما يعني بالضرورة زيادة التكاليف.
غموض وصعوبة..
وبحسب مصادر فإن التوترات الأمنية والسياسية في المنطقة انعكست بشكل سلبي على الاقتصاد السوري، إذ شهدت السلع والمواد الأساسية ارتفاعات في أسعارها، لعدة أسباب منها ارتفاع تكاليف الاستيراد، واستغلال بعض التجار للأوضاع الراهنة واحتكارهم وتكديسهم للبضائع.
وأشارت المصادر أنه لا يزال هناك غموض وصعوبة في توقع حجم الخسائر الفعلية المتوقعة لتغيير مسار جزء من التجارة العالمية المارة بالبحر الأحمر.
زلزال إرهابي..
الخبير الاقتصادي فاخر قربي بين في حديثه لـ “الثورة” أنه مما لا شك أن مشروع خط البحر الأحمر سوف ينعكس اقتصادياً واستراتيجياً على دول المنطقة بشكل عام وسورية بشكل خاص كونها المتأثر الأكثر نتيجة لموقعها الاستراتيجي المتوسط بين الدول، كما أنها عانت من سلسلة من الويلات انطلاقاً من الحرب الكونية عليها منذ عام 2011 وفرض قانون قيصر الذي أثر بشكل كبير على مستوى الاقتصاد السوري ودخل المواطن، إضافة للمنعكسات السلبية التي خلقتها جائحة كورونا والعوامل الطبيعية(الزلازل) التي جعلت عدة محافظات سورية منكوبة وبعضها الآخر بحكم المنكوبة، لكن في الحقيقة، يضيف قربي، كل المحافظات السورية تعتبر منكوبة اقتصادياً ومالياً نتيجة الزلزال الإرهابي(الحرب الكونية) الذي مولته دول الغرب وحلفاؤها.
رسائل حكومية..
وأشار قربي إلى أنه على الرغم من الرسائل الحكومية لطمئنة المواطن بقرب كبح سطوة الأسعار والوعود المتكررة لتحسين الوضع المعيشي وبالأخص لأصحاب الدخل المحدود الذين أصبحوا الحلقة الأضعف بين بقية الشرائح، ولكون الأزمة الاقتصادية العالمية ترخي ظلالها على كل دول المنطقة، إلا ان سورية هي المتأثر الأكبر في كافة قطاعاتها وبالأخص القطاع الغذائي ( الخبز والقمح ) نتيجة صعوبة تأمين مستلزماتها وارتفاع فاتورة دعمها وإنتاجها.
قرار مفصلي..
وهذا يجعلنا، بحسب الخبير قربي، أمام واقع يتطلب الحفاظ على استمرار فاتورة الدعم والحفاظ على هذه المادة بحدودها المعقولة ولو بزيادة بسيطة لأسعارها تغطي جزء من العجز المالي الكبير بالخزينة العامة للدولة في توفيرها، لافتاً إلى أن هذه الزيادة البسيطة لن تؤثر بشكل كبير على المواطن بقدر مساعدتها في الحفاظ على استمرارية وجود المادة بشكل طبيعي، وهذا يتطلب دراسة واقعية بين القطاع الحكومي والشركاء من المعنيين (اتحاد الحرفيين…) والمجتمع المحلي وذلك من أجل ضمان خلق قرار مفصلي يخدم الجميع.
أهم المسارات..
يذكر أن مضيق باب المندب هو مدخل البحر الأحمر من الجنوب ويقع بين اليمن في شبه الجزيرة العربية وجيبوتي وإريتريا على الساحل الأفريقي، ويعد المضيق أحد أهم المسارات المائية في العالم لشحنات السلع العالمية المنقولة بحراً، وخاصة النفط الخام والوقود من الخليج المتجه إلى البحر المتوسط عبر قناة السويس أو خط أنابيب سوميد على الساحل المصري على البحر الأحمر، بالإضافة إلى السلع المتجهة إلى آسيا، بما في ذلك النفط الروسي.
ويبلغ عرض باب المندب 29 كلم في أضيق نقاطه، مما يجعل حركة الناقلات صعبة ومقتصرة على قناتين للشحنات المتجهة للبحر الأحمر والخارجة منه، تفصل بينهما جزيرة بريم.