لم يكن مخطئًا ذلك الهندي الأحمر الذي أبيد قومه بإرهاب الأبيض الأميركي- حين قال : ما أغزر دموع هؤلاء البيض فوق جثث ضحاياهم، يفتكون بكل شيء ومن أجل كل شيء، ومن ثم يقيمون المآتم فوق رؤوس ضحاياهم، وبهذا المعنى كان نعوم تشومسكي قد سخر مما تدعيه واشنطن محاربة الإرهاب، وتقديم المساعدات للإنسانية كلها حسب زعمها، لاسيما بعد غزوها افغانستان، إذ قال ساخرًا : تسقط طائراتنا الحربية الصواريخ والخبز معًا، وأيهما يصل إليك فهو المساعدة.
ومن الطبيعي والمؤكد أن الصواريخ هي التي تصل، واشنطن المستبدة مازالت تمارس هذه السياسة منذ أن كانت فما من بقعة من الأرض إلا ونالت نصيبًا من عدوانها، وحين لاتجد عدواً فإنها تبحث عن عدو وتقوم بما يجب أن تقوم به حتى تبقى شوكة تدخلها قائمة.
أوجدت داعش ومعها مئات التنظيمات الإرهابية ومن ثم قامت بما يسمى التحالف الدولي لمحاربتها، ولكنها على أرض الواقع كانت تمهد الجبهات لداعش للتقدم ولتمارس إرهابها حيث تستطع أن تفعل ذلك.
وعدوان واشنطن الأخير على مناطق في سورية والعراق لايخرج من هذا المنحى، وهي التي تبعث برسائل إلى المنظمات الإرهابية أن تتحرك على الأرض، وتقول ها نحن ندعمكم بكل ما نستطيع.
واشنطن المستبدة، وباء البشرية بكل شيء في الحروب والمجاعات والأوبئة وغيرها ولا خلاص للعالم مما هو فيه إلا بأن تعود واشنطن إلى رشدها، ولكن متى وكيف ومن يفعل؟.
