الثورة- رفاه الدروبي:
الزجاج المُعشّق مصطلح يشير إلى تشابك شيئين ببعضهما البعض, وهو عبارة عن قطع يتمُّ تلوينها أثناء التصنيع بإضافة الأكاسيد المعدنية إلى التركيبة الأصلية للزجاج وتقطع حسب التصميم وموقع تركيبه في المبنى، ثم يُشكَّل بوساطة شرائط معدنية من النحاس ومادة الجبس وتُدعم بإطار صلب.
بدأت مهنة الزجاج المعشَّق في دمشق بالعهد الفينيقي وكان يطلق عليها قمريات، واعتمدت على حجر الكوارتز لتميُّزه بخاصيَّة إدخال الضوء خمسة أضعاف حيث يُركَّب داخل فراغات زخرفية في الجبس على شكل شرائح متداخلة تسمح بدخول الضوء المعاكس بأضعاف فيتسلل ضوء القمر بشكل أقوى من الضوء الخارجي.
الحرفي فايز التلمساني عشق مهنة عمرها أكثر من ٣٠٠٠ سنة اعتمدت على مهارة هندسية عالية ودقة في التصميم. في حديثه لصحيفة الثورة يوضح أن الزجاج المعشَّق كان يُزيِّن نوافذ دورالعبادة والحمامات والقصور وأغلب البيوت الدمشقية، لافتاً إلى أنَّ الدمشقيين استبدلوا حجر الكوارتز بالزجاج وتكويناته حيث يعتمد الزجاج المعشق بالدرجة الأولى على الجبس والرصاص ثم يليه استخدام مادة الخشب، والتي اعتبرها التلمساني غير مطواعة في الأعمال الهندسية مقارنة مع الجبس فيمكن تشكيله بأيَّ رسمة يرغبها ويلوّنها بالألوان المرغوبة.
كما أكد أنَّ العمل بحفر النقوش والزخارف والأشكال الخزفية يحتاج إلى الوقوف مدة طويلة تصل بين ٤-٥ ساعات لمهنة عشقها وأعطاها من روحه منذ بدأ بالعمل فيها، مُنوِّهاً إلى أهمّية التقنيات الحديثة وبأنَّها ساعدته في توفير الجهد والوقت.
