الثورة – همسة زغيب:
تحمل الأعمال الفنية للفنانة التشكيلية فجر شيخ الحاره لغة فريدة ابتكرتها بتحويل الواقع إلى لوحات جمالية تشع نوراً وتنبض بالحياة، هكذا أثبتت قدرتها الإبداعية بأعمالها المبتكرة بعمق وقوة، لأنها تناولت أسئلة مختلفة عن الهوية والمكان والوجود الإنساني والمستقبل.
الفن كما قالت الفنانة شيخ الحاره: تجسيد الإنسان لمشاعر الفنان، ورؤيته على أرض الواقع وتحويلها إلى لوحة نابعة من إحساس حقيقي مرهف، يبذل فيها الفنان مجهوداً كبيراً، ويتطلب ذلك استحضاراً لكلّ الخبرات والمخزون البصري والمعرفي لتجسيدها بما يتناسب مع أساسيات الرسم والفكرة، هكذا يكوّن الفنان لوحة فنية لها هدف ورسالة واضحة.
اكتسبت خبرتها من دراستها للهندسة المعمارية، فمزجت بين الخلفية الهندسية والرؤية الفنية العميقة، ما انعكس في أعمالها الفنية الفريدة وأسلوبها المميز الذي يترك أثراً واضحاً في المشهد التشكيلي.
هي تميل إلى الألوان المتناسقة الهادئة دون صخب بما يوحي بالبهجة والأمل، وتركز على الأضواء والظلال بصدق وإتقان وكفاءة عالية.
جمعت بين الحس الإبداعي والهندسة في أعمالها الفنية من خلال العناصر الهندسية كالمثلثات والمستطيلات والمربعات، ورسمت خطوطاً وزوايا متقاربة ومتباعدة، انبثقت من قلب بعضها بطريقة تعبر فيها عن حالات مختلفة، وهي تستخدم الفن في تجسيد الأمنيات وتقديم رؤيةً للمستقبل.
شكّل الفن نقلة نوعية في مسيرتها بعد تخطيها أزمة صحية بفقدانها للبصر لمدة من الزمن، ما أدى إلى ردّ فعل إيجابي جسدته برسم لوحة عبّرت فيها عن نفسها باللغة واللون، فأثبتت من خلالها أنها مستمرة رغم فقدانها البصر، ورسمت لوحة بعنوان “أمل”، كانت عبارة عن عين ترى ألواناً غير واضحة، جسدت فيها أحاسيسها الداخلية من حزن وألم وتحدّ، ولها تأثير كبير على حياتها لأنها رسمتها ببصيرتها وليس بالبصر، عبرت فيها عن معاناتها فاختارت اللون الأبيض، أملاً بأنها ستبصر النور واللوحة.
اكتشفت الفنانة شيخ الحاره شغفها بالرسم منذ الصغر، والتحقت بمعهد أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية عام 2000، ثم تابعت دراستها في “مرسم ماجيك آرت” للتصوير الزيتي، هي خريجة كلية الهندسة المعمارية، وشاركت في العديد من المعارض الفردية والجماعية، داخل وخارج سوريا.