الثورة – حمص – سلوى إسماعيل الديب:
يرحل البعض ولا يرحل أثرهم، يتركون بصمة لا تنسى، ينتاقلها الأجيال، رحل بالأمس القريب الفنان التشكيلي عبد القادر عزوز ليترك مسيرة حافلة بالإبداع وحسرة ولوعه في قلوب ذويه ومحبيه وأصدقائه، التقينا مع عدد من زملائه لنضيء على مسيرته:
تحدث عضو المكتب التنفيذي في نقابة الفنانين التشكيليين في حمص محمد طيب حمام قائلاً: ولد الفنان التشكيلي عبد القادر عزوز في حمص عام 1947 ودرس في مركز صبحي شعيب للفنون التشكيلية في حمص عام 1965 وتخرج من قسم التصوير بكلية الفنون الجميلة في دمشق بدرجة امتياز عام 1971 وله العديد من المعارض الفردية والجماعية المحلية منها والعربية والدولية.
درسَّ مادة الرسم في معهد إعداد المدرسين في حمص، وفي حوار معه يعلن أنه منذ تخرجه انخرط في عملية سبرّ مستمر لازدواجية الحياة من خلال تصوير الأضداد، واستقصاء العلاقة بين السلبي والإيجابي، وبين الرجال والنساء والسخونة والبرودة، وغيرها من الأضداد.
تستحضر أعمال عزوز جمال وحميمية المنزل والطبيعة والعلامات الإنسانية، مستخدماً ألوانا ترابية وتعبيرية أحياناً، تقدمُ أعماله التشخيصية مجموعات من الأفراد الواقفين سوية أو شخصين متعانقين أو مشاهد سردية، كما يرسم مشاهد حضرية هندسية مزدوجة، وبنسبة أقل مشاهد ريفية تنضح بالسكينة يوظف فيها دائماً أسلوبه المميز.
شاركت أعمال عزوز في معارض في كافة أرجاء سورية، وكذلك في السويد والجزائر ولبنان والأردن والإمارات، وأعماله مقتناه من قبل المتحف الوطني في دمشق ووزارة الثقافة السورية، ووزارة الثقافة الاردنية، ودار الندوة في بيروت، وكذلك ضمن مجموعات خاصة في العالم العربي وأوربا.
أما الفنانة التشكيلية “ميساء علي” فأضافت: كنت أجد المعنى الحقيقي لكلمة فنان في الاستاذ والمعلم عبد القادر عزوز الإنسان المعطاء والفنان الذي قل مثيله، لا يرحل فنان بهذا الكم المدهش من العطاء، وإنما تخلده أعماله الفنية التي كانت وستبقى جزءاً جميلاً من الحركة التشكيلية في سورية لروحه الطيبة الرحمة والسلام، والخلود لذكراه وإرثه الفني.
وأشارت الفنانة التشكيلية “سميرة مدور” للخسارة الكبيرة للحركة الفنية التشكيلية في حمص وسورية بفقدان المبدع والصديق الراقي عبد القادر عزوز وأضافت: ترك عزوز في قلوب محبيه وأصدقائه ألماً وحزناً على فراقه، يعتبر عزوز رمزاً من رموز وأركان الفن التشكيلي المعاصر وواحد من كبار الفنانين على مستوى حمص وسورية، لقد عكست لوحاته الطبيعة الجميلة في حمص وقُراها وسهولها وجبالها وعاصيها وبساتينهاالغناء وأحيائها القديمة ومعلولا..
وقد رفد الحركة الفنية التشكيلية بإنتاج فني غزير ومتنوع، حيث امتازت أعماله بواقعيتها وجمالها ومن ثم لجأ للتبسيط والتعبير باللون في أعماله الفنية.
عُرف عن الفنان ثقافته الفنية العالية وأخلاقه الفاضلة وتميزه الفني والإنساني.