ربما تكون مشاركتنا في البطولة الآسيوية مشاركة خجولة، تعادل وخسارة ثم فوز هزيل على منتخب هزيل بهدف متأخر، هذا صحيح، ولكن بالمقابل فقد تحقق شيء ما بأقدام جديدة واعدة بكل تأكيد وتحتاج إلى أيادي النجاح، وهي المدرب والطاقم الملائم، والاهتمام الهائل بواجهة البلد، نعم تحقق الكثير وأهمه صعود تاريخي للمرة الأولى.
نحن أمام منتخب شاب وقابل للتطور والتعويل عليه، وليس منتخبنا هو الذي شهد تطوراً إيجابياً للأمانة، فقد شاهدنا منتخبات القارة الصفراء تقلب الموازين على الأسماء المعتادة ذات العيار الثقيل كما فعلت منتخبات القارة السمراء في بطولتها.
شاهدنا تقريباً شبه اختفاء للفوارق الفنية بين المنتخبات المتنافسة، بعدما كان اللقاء مع أي من الفرق صاحبة الوزن الثقيل بمنزلة رعب، ومحاولة النجاة بأقل نتيجة، وعندما راهن العراقيون على إيقاف القطار الياباني المكتسح عبر وسائل التواصل قبل المباراة بأيام حقق لهم منتخبهم ذلك الرهان، وهزم اليابان المرشح الأقوى للبطولة في واقعة تاريخية ليعود نشامى الأردن ويهزموه في واقعة تاريخية ثانية، وهكذا تكررت الأسماء الصاعدة والجديدة مثل منتخبات لم نكن نقيم لها وزناً مثل الأوزبك والطاجيك وغيرهما، لكن مستوى الفرق العربية ومنها منتخبنا شهد تطوراً هائلاً على كل المستويات، وهنا أريد أن أشير لنشامى الأردن، وياله من فريق تطور بسرعة فلكية، وهو لا يمتلك قدرات الخليج فلماذا لم نحذ حذوه؟.
إن (لو) تفتح عمل الشيطان، لذلك لن نستخدمها ونقول لو فعلنا كذا لكان كذا، الأيام قادمة ونحن أمام استحقاق عالمي بمجموعة جيدة بالنسبة لنا وليست خطيرة، وخلال البطولة الآسيوية أثبتت لنا كرة القدم أنها لعبة تحويل الفارق إلى اللافارق مع تطوير الذات، وها هي قيرغيزستان وضع المنتخب ضمن أقوى 16 منتخباً في أول مشاركة بكأس آسيا في 2019 وخلال فترة بسيطة مع خطوات اتخذها اتحاد الكرة هناك سيكون الحصان الأسود الجديد في آسيا.
إنها منتخبات جائعة ومتعطشة ليس لتحقيق أهداف فردية فقط، بل لأن ظهور قميص البلد بشكل مشرف صار هاجساً عالمياً، وباتت منتخبات (عظمى) تخشى من أصغر المنتخبات، فلا يمكن مثلاً أن تكون مباراة للبرازيل أو فرنسا مجرد نزهة كما كانت عليه الحال أيام زمان، ومن الممكن أن يطيح بهما حصان أسود لم يتوقعه حتى الساخرون.. فلنكن نحن الحصان الأسود القادم فلا شيء مستحيلاً.