أ. د. جورج جبور:
ثمة تصنيفات عديدة للغات، ثمة لغات لاتينية، وثمة لغات عُرفت بأنها سامية رغم عدم دقة التسمية، ثمة أُخرى تُكتب من اليمين إلى اليسار. وأُخرى تكتب بالعكس.
ثمة لغات منطوقة ومكتوبة، وثمة أُخرى منطوقة فقط.
إلا أن السنوات الأخيرة تشهد ظاهرة جديدة هي زيادة الاهتمام بتحديد أيام للغات.
كأننا اليوم أمام تصنيف أساسه: هل للغةٍ ما يوم؟
اكتب هذا الكلام في 8 شباط، فاليوم الذي يليه يوم اللغة اليونانية. في 9 شباط.
1857 توفي الشاعر سولوموس اليوناني. وبعض أبيات من قصائده وُجدت لها مكاناً في النشيد الوطني اليوناني. في عام 2017 وُلد يوم اللغة اليونانية مشيراً إلى ذلك الشاعر.
قيادة اليونان قررت إحداث يوم واختارت له أن يرتبط بشاعر وطني العاطفة، حين تذكر اليونان تحضر تركيا، صراعهما كتب جزءاً كبيراً من تاريخ منطقتنا منذ ألف عام وإلى الآن.
إذن نسأل: هل للغة التركية يوم؟. لا أدري. ماذا عن الفارسية؟ أيضاً لا أدري. من الجميل أن نتابع هذا الأمر. ومن الجميل التعرف على دلالة كل يوم لكل لغة. من الجميل أيضاً أن نتساءل: متى بدأ هذا التقليد؟، وأن نتعرف إلى دوافعه الباطنة. هل هو التعبير الجديد عن الاعتزاز بالقومية؟، في الأرجح أن الإجابة هنا سهلة. نعم هو اعتزاز قومي لكنه لا يرقى إلى درجة التعصب أي إلى الشوفينية.
تتعدد الأسئلة وتتعدد معها الإجابات بعضها واضح وبعضها يتطلب بحثاً، لكن أياً من أصدقائي الذين عرفوا عن انشغالي عبر سنوات طوال بيوم اللغة العربية لن يساوره شك في أن خاتمة كلامي هنا ستكون تكراراً لما طالبت به من منبر في جامعة حلب يوم 15 آذار 2006.
طالبت قمة العرب ذلك العام كما طالبت القمم العربية بعدها كما أطالب قمة هذا العام وعلم موعد انعقادها لا يزال في عالم الغيب، طالبت بأن يكون تحديد موعد يوم لغتنا صناعة عربية لا كما هو الآن صناعة موظفيِّ المنظمات الدولية.
* دمشق 10 شباط 2024