يقترن وجود الاحتلال الإسرائيلي ويرتبط بالدعم الغربي العسكري للكيان منذ تأسيس هيكله السرطاني الأسود على الجسد الفلسطيني.
ولا يمكن الحديث عن جرائم ضد الإنسانية أو أفعال إبادة جماعية، وسحق للطفولة والمحرمات دون أن يكون محور الحديث والمقصود الحقيقي بالفعل هو كيان “إسرائيل” الثابت على نهج القتل بغير حدود أو موانع أو خطوط حمراء.
الاحتلال في حربه على قطاع غزة تجاوز جميع الخطوط الحمراء، فارتكب إبادة جماعية تلو الأخرى بحق الفلسطينيين وسحب الهواء من سمائها، والماء من أرضها والغذاء من فم سكانها، ولو أمكنه لاستخدم السلاح النووي ضدها، وقد فعل ولكن بطريقة أخرى عبر إفراغه الأطنان من الأسلحة المدمرة التي فاق تأثيرها سلاح الدمار الشامل.
الجرائم التي ارتكبها كيان الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية إنشائه كانت دائماً لها هدف بعيد وتتجه إلى النقطة التي نشهدها الآن في قطاع غزة، فالفظائع التي نشهدها في غزة امتداد للماضي الصهيوني الحافل بالإبادة بحق سكان فلسطين، وتم تكريسها أكثر اليوم من قبل “إسرائيل” لاستكمال حلقة الموت والدمار الكامل والشامل بحق الفلسطينيين.
أمريكا و”إسرائيل” والغرب شركاء في التاريخ الصهيوني الحافل بمشاهد الإبادة الجماعية، مع نفاق وتضليل وإطلاق الذرائع الواهية لتبرير جرائم كيان الاحتلال الإسرائيلي التي تتطور بشكل مخيف مع الزمن، ويأتي تزويد إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لـ “إسرائيل” بالمعدات العسكرية في الحرب على غزة متسقاً مع تاريخ طويل من المساعدات الأمريكية لها، بدأ في عام 1948 وتضمن منحها نحو 158.6 مليار دولار، أغلبها لضمان تفوُّقها العسكري النوعي واستدامة أمنها ونفوذها في المنطقة.
التقديرات الأمريكية الرسمية تشير أنه بلغ حجم المساعدات العسكرية فقط ما بين عامي 1946 و2023، 114.4 مليار دولار، بالإضافة إلى مساعدات أخرى تأتي تحت عناوين اقتصادية، ومساعدات برامج الصواريخ بالإضافة إلى مشاريع القبة الحديدة والبالغة 10 مليارات دولار، تُصرف هذه المساعدات في بداية كل عام وتُحوّل إلى البنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي.
منهل إبراهيم