الثورة – منهل إبراهيم:
تصريح الرئيس الأمريكي جو بايدن عن ضمان سلامة أمن المدنيين في رفح عند قيام الاحتلال بعملية عسكرية فيها لا يمثل سوى ضوء أخضر أمريكي لاجتياح رفح، وهو تصريح الذئب المترصد الذي يظهر نفسه حملاً وديعاً يخشى على المدنيين والإنسانية، ويعلم في قرارة نفسه أن الاجتياح لن يتسبب سوى بقتل المزيد من المدنيين الأبرياء.
وتلعب الأسلحة والمساعدات الأمريكية لـ “إسرائيل” دوراً كبيراً في القتل والتدمير الذي يشهده قطاع غزة، منذ عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في 7 تشرين الأول الماضي.
ويقوم الاحتلال بتوجيه المدنيين إلى منطقة باعتبارها آمنة ومن ثم يقوم بإلقاء القنابل عليها، متجاوزاً كل القيم الإنسانية وقانون الحرب والقانون الدولي وحقوق الإنسان.
البيت الأبيض، أعلن اليوم الجمعة، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن بحث هاتفياً مع رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو العملية العسكرية الإسرائيلية المرتقبة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وأنه شدد على أن أي عملية عسكرية في رفح يجب أن تضمن سلامة المدنيين، حسب زعمه.
وجاء في بيان للبيت الأبيض أن بايدن ونتنياهو “ناقشا المفاوضات الجارية بشأن الأسرى، وأكد بايدن من جديد التزامه بالعمل بلا كلل لدعم إطلاق سراح جميع أسرى كيان الاحتلال في أسرع وقت ممكن، متباكياً عليهم، ومتجاهلاً آلام آلاف الفلسطينيين الأسرى في القطاع الجريح.
وأثار بايدن الوضع في رفح، وكرر وجهة نظره التي تعطي الضوء الأخضر المبطن لاجتياح رفح بقوله إن “العملية العسكرية لاينبغي أن تستمر دون خطة موثوقة وقابلة للتنفيذ لضمان سلامة”.
ويعاني النازحون الفلسطينيون في رفح المكتظة بالسكان من كارثة إنسانية غير مسبوقة، في ظل الحصار الإسرائيلي المتواصل والقصف الذي يستهدف المنازل المأهولة، فضلاً عن تدهور الأوضاع الإنسانية وندرة الغذاء والدواء والوقود، وانعدام أبسط مقومات الحياة.
ويواصل جيش الاحتلال عمليات عسكرية عدوانية ضد قطاع غزة، منذ السابع من تشرين الأول الماضي، حينما أعلنت المقاومة الفلسطينية، بدء عملية “طوفان الأقصى”، حيث أطلقت آلاف الصواريخ من غزة على كيان الاحتلال ودخلت مستوطنات إسرائيلية متاخمة للقطاع.
عشرات استطلاعات الرأي التي أجريت داخل المجتمع الأمريكي في الآونة الأخيرة، تشير إلى أن هناك معارضة متصاعدة لجرائم الكيان وتمويل “إسرائيل” في الكونغرس الأمريكي، وتغير الرأي العام الأمريكي في الموقف تجاه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
من هذه الاستطلاعات ما أظهرته نتائج نشرتها وكالة “أسوشيتد برس” ومركز نورك لأبحاث الشؤون العامة، والتي تشير إلى أن أكثر من نصف البالغين الأمريكيين، اعتبروا أن الحرب الإسرائيلية العدوانية على غزة “تجاوزت حدودها”.

السابق
التالي