ما يشهده دوري المحترفين الكروي من حالات تشنج واعتراضات مع كل صافرة تحكيمية بات أمراً بعيداً كل البعد عن الاحتراف و أخلاق الرياضة، بل أصبح أمراً مثيراً للاشمئزاز لكل متابعي دورينا المحلي، ولعل مباراة قمة الجولة الثانية إياباً بين المتصدر الفتوة و ملاحقه حطين، وما آلت إليه من أحداث شغب، مثال عما يجري في أغلب ملاعبنا، فمن أول صافرة للحكم تم مباشرة الاعتراض على الحكم و تكرر الأمر في الصافرة الثانية، وهكذا …. ! وكأن هم كل لاعب في المباراة إظهار أنه عنترة زمانه.. ونسي أنه لاعب محترف، المطلوب منه تقديم أفضل أداء والالتزام بما طلب منه من قبل الكادر الفني، وأن أمور التحكيم هي خط أحمر لا يجوز لأي لاعب إبداء غضبه أو التدخل بها، مهما كانت صائبة أم خاطئة، الأمر الذي يساهم بشكل كبير بإثارة الشغب من قبل الجمهور .
لا نريد تبرئة ساحة الحكام من الأخطاء المؤثرة أحياناً، لكن الرياضة أخلاق، و لنا في المنافسات العالمية أكبر مثال، المنتخب الإيطالي في كأس العالم التي جرت في كوريا واليابان تعرّض لظلم تحكيمي فاضح أودى به خارج البطولة ولم نر ما نراه في ملاعبنا ، وفي كل الملاعب العالمية وفي أكبر البطولات وحتى بوجود الـ”ڤار” مازلنا نرى الأخطاء المؤثرة و آخر شيء يفكر فيه اللاعبون هو الاعتراض، إلا ما ندر.
أعان الله حكامنا في ملاعبنا، فهم في قفص الاتهام دائماً وأبداً ، بل هم الحلقة الأضعف، فأي حكم في دورينا عليه أن يكون صبره يفوق صبر أيوب كي يحافظ على سير المباراة وألا يؤخذ بعصبية و عدم احترافية لاعبينا.
اتحاد الكرة مسؤول من خلال فرض أقصى العقوبات على اللاعبين المتسببين بإثارة الشغب من خلال كثرة الاعتراضات، والعقوبات لا يجب أن تكون مالية فقط، والتي أثبتت فشلها، إدارات الأندية عليها المسؤولية الأكبر بضبط لاعبيها وتوعيتهم، وهي الأخرى للأسف بحاجة لتعليمها فن الإدارة والاحتراف، و على لاعبينا أن يدركوا المهمة المنوطة بهم ، كما على حكامنا أن يكونوا أكثر حزماً وثقة بالنفس.