ثلاثة ارتفاعات متكررة لأسعار مادة المازوت المدعوم المخصص للتدفئة خلال عام واحد، ولم تصل الرسالة إلى الكثير من الأسر في غالبية المناطق والمحافظات ..وقد قارب الشتاء على الانتهاء وأمضت هذه الأسر لياليها الباردة في حيرة حول تدبير موضوع التدفئة.
وانتظارهنا كاد يقارب العام بأكمله دون أن تحصل هذه الأسرعلى مخصصات الدفعة الأولى من المازوت .. وهذا بالتأكيد مخالف وبعيد عن تصريح وزارة النفط والثروة المعدنية التي أعلنت عن بدء التسجيل للحصول على مازوت التدفئة لموسم 2023-2024، اعتباراً من 1-9- 2023، وذلك للدفعة الأولى بمقدار 50 ليتراً لكلّ عائلة… وأن الوزارة اتخذت كلّ الإجراءات اللازمة لضمان وصول المادة بيسروسهولة وبشكل عادل لجميع العائلات المستحقة.
وحيث إن الأعذار تدورحول موضوع الكميات القليلة.. في حين هناك كميات كافية بالسوق السوداء.. أعتقد أنه من الأولوية ألا يرتفع سعرالمادة على مخصصات التدفئة لكون التأخير ليس من المواطن، وخاصة أن نسب الارتفاع تجاوزت المئة بالمئة. وقد وقع المواطن بين نارين إما رفع سعرالمادة وبالتالي توفيرها، وإما إبقاء الأسعارعلى حالها وفقدانها من السوق وعليه فإن الطوابير حينها ستطغى على المشهد أمام محطّات الوقود كما حدث مراراً في أوقات سابقة.
في الواقع .. اشتكى الكثيرمن المواطنين بمحافظات عدّة من عدم حصولهم على مخصصاتهم من مادة مازوت التدفئة بالتوازي مع ضعف وتيرة عملية التوزيع .. في حين تصل التصريحات عن نسب توزيع إلى 70% لهذه المادة .. ومع ذلك وبالحالتين فإن الأسرة التي حصلت على الدفعة الأولى بالتأكيد لن يصلها دورللدفعة الثانية قبل عام ونصف، خاصة إذا بقيت عملية التوزيع على نفس الوتيرة. أما الأسرة التي لم تحصل أبداً على مادة المازوت المدعوم فهي بانتظارالرسالة التي قد تأتي في أشهر الربيع أو الصيف… وعليه ما هي المبررات الحقيقية لعدم الإنصاف في التوزيع وما سبب المفارقات الكبيرة بين ما يحدث وبين التصريحات.

السابق