الثورة – حكمات حمود:
تستمر الفعاليات الثقافية على مداها وتنوعها الغني، تقدم مما أثرى به الشاعر نزار قباني عالم الإبداع السوري والعربي، فقد أقيمت أماسي موسيقية، أعيدت بها قصائده، التي غناها كبار المطربين على مساحة الوطن العربي، كما أنجز فيلم وثائقي حول حياته وإبداعه وشهرته الآسرة على مستوى الوطن العربي، متضمناً مداخلات ودراسات على لسان أميز الشخصيات الثقافية عربياً وسورياً، أما آخر ما خرج إلى النور بمناسبة مئوية الشاعر نزار قباني، كان كتاب نزار قباني: أيقونة الحب السورية.. كتابات عربية للذكرى.. وقد صدر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب من إعداد وتقديم: إياد مرشد.
تضمن الكتاب محطات متنوعة وغنية استحضرت آراءً أدبية وثقافية ونقدية هامة، أضاءت على إبداع نزار قباني الفريد، وقد بين أن نزار قباني بقي من أكثر الشعراء العرب المعاصرين تواجداً في الذاكرة العامة، حيث أدخل الشعر في كل تفاصيل الحياة اليومية، وما تضمنته من الجوانب الإنسانية والاجتماعية، ويرجع إليه الفضل في كسر الحاجز واختصار المسافات بين الشاعر والمغني، ليؤكد أنه يمكن للشاعر أن يكون نجماً حقيقياً، كما كان نزار قباني.
وقد أشار الكتاب إلى أن نزار قباني صنع النجومية المتألقة للشعر العربي المعاصر، لأنه بعد رحيل الشاعر تراجع حضوره بين الناس، فلم يعد يملك ذاك البريق الذي أوجده له قباني في الحياة العامة، حيث حقق حضورا لم يضاهيه عليه أي شاعر آخر، وعلى جميع المستويات.
وتابع مرشد: يمكننا أن نقول عنه شاعر الإجماع بحق، وشاعر الجميع، وقد قال عنه محمود درويش “نزار قباني جعل الشعر أبسط وأسهل، وأدرجه في متناول الجميع”.
يرصد كتاب “نزار قباني أيقونة الحب السورية”، أيضاً حالات شعرية أخاذة برزت في حياة الشاعر، كما بلور الرؤيا المختلفة لأدبه، مستأنساً بما كتبه الأدباء العرب، كما أوضح الكاتب أنه من خلال الشعر، يمكن تقديم رسائل كثيرة، وهذا ما قام به نزار قباني، فقد كان كالسفير الدائم لسورية من خلال الشعر وهو القامة الشعرية، التي تجاوزت كل الآفاق، مشيراً إلى أن نزار قباني شغل النقاد والناس وألهم المبدعين والشعراء، من جهة ثانية أوضح الكتاب أن الشاعر قباني كان مدافعاً عن حقوق المرأة.