مفتوحة معارك الحق مع الباطل الإسرائيلي وممتدة على اتساع خريطة نصرة العدالة والتضامن مع حقوق الشعب الفلسطيني الأزلية لن يحدها حدود طالما الحقوق سليبة، ولن توقف جريان دماء المقاومة في شرايين أبنائها سكاكين التآمر الأميركية والغربية المشهرة لتصفية القضية الفلسطينية وإمداد العدو بذخائر الفتك وصواريخ الإبادة.
يغمز بايدن من قناة وقف إطلاق النار لانتشال نتنياهو من أوحال يغوص فيها، فتنامي السخط من الشارع الصهيوني يعمق هوة خيباته ويفاقم الأثقال على أكتاف حكومته العنصرية بعد 5 شهور من عدوان متواصل لم ينجز خلاله أوهام القضاء على مقاومة مستبسلة .
لذلك وأكثر يسرب بايدن للإعلام مساعي واشنطن تحقيق هدنة لأربعين يوماً تلزم بها “إسرائيل” بوقف عدوانها على غزة ليس رأفة بالضحايا المتزايدة أعدادهم على عدادات صناعة الموت الإسرائيلية بل محاولة للتمسك بذيول إنسانية مفقودة ترقيعاً لعورات أميركا الأخلاقية وانخراطها المعلن في الإبادة الجماعية ومحاولة ” تلطيف” للأجواء المشحونة التي نفثت فيها واشنطن و”إسرائيل” سموم عدوانيتهما وتماديهما على الإنسانية حتى ضاقت رئتا المنظمات الدولية بالعجز المهين.
يدرك بايدن أن “إسرائيل” تتمادى عدوانياً في منطقتنا وهو أمر تريده واشنطن للملمة انفراط سبحة هيمنتها، ويعي جيدا أن التماهي مع توحشها أسقط الولايات المتحدة في بئر الانحياز الفاضح للقتلة الدمويين، ولكنه يدرك أكثر أن أظافر اللوبي الصهيوني غارزة في عنق القرار السياسي الأميركي وأن مكوثه هو أو غيره على الكرسي منوط برضا اللوبي بالتالي لا يمكن لأميركا أن تنادي ب”حريات” وحقوق للآخرين وهي نفسها مصادرة القرارات لا تستطيع فك قيود خضوعها للوبي المال والإرهاب.
الشعب الفلسطيني متجذر في أرضه التاريخية ومتشبث بحقوقه المكفولة أممياً مهما بلغت العربدة العدوانية مداها الأعظمي، ومجابهة المشروع الصهيوني مستمرة طالما أن الصراع وجودي واستراتيجي بين حق راسخ وباطل مزيف، ولا ينفع مع إحقاق الحقوق وتحرير الأرض تسويات مع عدو غاشم، وما أُخذ بقوة الحديد والنار يُستعاد بالإصرار وبالمقاومة.