جمهور في السرّاء فقط !!

يمكننا الجزم أن وسائل التواصل الاجتماعي غيرت الكثير في مشهدنا الكروي عما كان عليه سابقاً، ونعني بذلك بشكل أساسي الجمهور، وبالتالي فإن الجمهور عبرها أو عبر غيرها قادر على التأثير على الإدارات والأندية والتحكم عبر الضغط بمسارات الأندية، ولا يختلف اثنان على أن وسائل التواصل وسعت من رقعة الجمهور، وجلبت من لم يكن يهتم بالكرة من شرائح كبار السن والنساء وغيرهم من الذين يميلون في حياتهم إلى العلمية، كل هؤلاء صاروا جمهوراً متعطشاً للفوز.

عند هذه الكلمة تحديداً نقف ونتأمل ماذا فعلت بنا وسائل التواصل عدا عن أنها جعلت الجميع مشغولاً بالكرة، نعم، جعلتهم متعطشين للفوز، ومفهوم الخسارة مرفوض تماماً لديهم ويؤدي حتماً إلى الشجار عبر وسائل التواصل، والتراشق (الإعلامي) بين قوسين لأن أي شخص بسبب هذه الوسائل صار بإمكانه أن يكون (إعلامياً) ومؤثراً، وأين سيصب كل هذا الشجار والتراشق والجدل إلا على رؤوس اللاعب والمدرب والإدارة؟!.

من المنطقي أن يتفهم الجمهور الخسارة، فلن تفوز كل أندية الدوري بكل مبارياتها ولن تتوج كلها باللقب، وإذا كان الفتوة يتربع الآن على صدارة الموسم ومرشح بقوة لنجمته الرابعة، فقد سبقه تشرين إلى ذلك وسبقهما الأهلي وهكذا، وقبل الصدارة عاش الفتوة زماناً طويلاً مريراً يجتر أمجاداً غابرة، وقد انفض عن متابعته معظم جمهوره واستبدلوه بالريال أو البرشا، ولم يبق لديه من المعجبين إلا الرياضيون، وأين مدرسة الكرة السورية نادي الحرية الآن؟!

هذا الفهم هو المنطقي ولكن هل ترى جمهوراً يميل إلى المنطق فيساند نادية وقت الخسارة كما يفعل وقت الفوز؟ لا، لأنه جمهور غير منطقي لا يشبه جماهير الأندية الأوروبية، فخذ عندك كمثال الترسانة الإنجليزية الأرسنال الذي يتخبط في الظل منذ عشر سنوات بعدما كان يتوج في النور كل موسم، ومع هذا ترى جمهوره لا يكف عن شغفه به ومساندته، لأنه جمهور منطقي يفهم ثقافة السراء والضراء كما لا نفهمها.

إنه جمهور (معك في السراء فقط، وضدك في الضراء)، وإذا خسرت في أي مباراة سأرفع عقيرتي عالياً مطالباً بطرد المدرب مع طاقمه، ولا أفهم أن المدرب والنادي يحتاجان إلى الوقت الذي قد لا يكفيه موسم كامل ليحصلا معاً على الاستقرار الفني المطلوب، وأنني إذا أقلت مدرباً عند كل خسارة فلن أتوقع الفوز لاحقاً من مدرب جديد جاء على عجالة ولا يعرف حتى نفسيات اللاعبين وأوضاعهم الاجتماعية وقدراتهم المهارية المخبوءة، ونحن كلنا مطالبون بالوفاء لأنديتنا في السراء والضراء وأن نكون منطقيين على وسائل التواصل وغيرها، وألا نكون من جمهور (في السراء فقط)، وإلا فستنتهي الحماسية مع الوقت ونمل حتى من التراشق والشجار !!.

آخر الأخبار
معسكرات تدريبية مجانية للنشر العلمي الخارجي بجامعة دمشق "كايزن".. نحو تحسين مستمر في بيئة العمل السورية نحو اقتصاد سوري جديد.. رؤية عملية للنهوض من بوابة الانفتاح والاستثمار بناء اقتصاد قوي يتطلب جهداً جم... اليابان تدرس.. ونائب أمريكي: يجب تعزيز التحالف مع سوريا استطلاع (الثورة) للشارع السوري في فرنسا حول رفع العقوبات مسابقة الخطلاء للشعر النبطي تخصص لسورية صيدلية مناوبة واحدة في مدينة طرطوس والنقابة توضح حذف الأصفار من العملة.. ضرورة أم مخاطرة؟! تأخر في استلام أسطوانة الغاز بدرعا مرسوم رئاسي بتشكيل الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية نقل مواقف الباصات لجسر الوزان .. بين الحل المروري والعبء الاقتصادي مرسوم رئاسي بتشكيل الهيئة الوطنية للمفقودين قوافل حجاج بيت الله الحرام تبدأ الانطلاق من مطار دمشق الدولي إلى جدة مرسوم رئاسي حول الهيئة العامة للتخطيط والتعاون الدولي "السورية للمخابز": تخصيص منافذ بيع للنساء وكبار السن  د. حيدر لـ"الثورة": زيادة "النقد" مرتبط بدوران عجلة الاقتصاد  وفد صناعي أردني  و٢٥ شركة في معرض "بيلدكس" وتفاؤل بحركة التجارة نوافذ التفاؤل بأيدينا...    د .البيطار لـ"الثورة": الدولة ضمانة الجميع وبوابة النهوض بالمجتمع  "الاختلاف" ثقافة إيجابية.. لماذا يتحول إلى قطيعة وعداء؟ الأمم المتحدة تكرر رفضها لخطة المساعدات الإسرائيلية الأمريكية لغزة