الثورة – ترجمة ختام أحمد:
لقيت مهمة الصين المتمثلة في المساعدة في بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية في العصر الجديد ترحيباً من المجتمع الدولي. ولضمان التنمية السلمية والمستدامة للنظام العالمي الذي تحصل فيه جميع البلدان على معاملة متساوية وعادلة، يتعين علينا أن نقبل أن العولمة الاقتصادية والنظام العالمي متعدد الأقطاب ذو الأيديولوجيات السياسية المتنوعة هما السبيل الوحيد للمضي قدماً.
إن السياسة الصينية التي ترى أن للإنسانية مصلحة مشتركة في التنمية، وأن الاستقرار العالمي لا يمكن تحقيقه دون المشاركة النشطة من جانب البلدان النامية في الأنظمة العالمية كافة، هي سياسة شاملة وتمثيلية.
وبعد إطلاق سياسة الإصلاح والانفتاح، التي سهلت التنمية الاقتصادية والتحديث السريعين، شرعت الصين في السير على طريق الصعود السلمي وساعدت في خلق فرص وفيرة للدول الأخرى لتطوير اقتصاداتها.
وقد أدت تفاعلات الصين وارتباطاتها مع الدول النامية الأخرى إلى توسيع دائرة أصدقاء البلاد، في حين شجعت الدول المهمشة على التحدث علناً في المنتديات والاجتماعات الإقليمية والدولية، والتأكيد على حقوقها في التنمية. وهذا يوضح مدى أهمية مساهمة الصين في الحوكمة العالمية على مدى العقود الماضية.
وعلى الجبهة الداخلية، أدى النمو الاقتصادي السريع في الصين إلى تسريع التنمية الاجتماعية والثقافية، وخلق الوعي حول أهمية الصحة البيئية.
لقد أصبح انخراط الصين المكثف مع المجتمع الدولي، وخاصة مع الدول النامية الأخرى، تحت شعار “المستقبل المشترك للبشرية”، جسراً يربط بين الدول في جميع أنحاء العالم. يمكن قياس نجاح الصين من حقيقة أنها حققت الهدف الأول وربما الأصعب من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وهو “القضاء على الفقر”، قبل 10 سنوات من الموعد المحدد، ومن خلال القيام بذلك حققت أيضاً الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة، وهو “القضاء على الجوع”. وغني عن القول أنها تتقدم على البلدان الأخرى في تحقيق العديد من أهداف التنمية المستدامة الخمسة عشر الأخرى.
ومن خلال تركيزها على المصالح المشتركة، كانت الصين دائماً في طليعة الجهود الرامية إلى جعل كعكة الرخاء أكبر حتى يتمكن الآخرون من الحصول على نصيبهم العادل منها. إن تعاون الصين مع الدول الأخرى في مشاريع التنمية هو شكل من أشكال المساعدة المتبادلة. كما أصبح نموذج التنمية الصيني مثالاً للدول النامية للتعلم منه وتعزيز تنميتها الاقتصادية.
إن مساهمات الصين في رفاهية البشرية جمعاء، بما في ذلك مساهماتها في منظمات التنمية والحوكمة العالمية، وشراكاتها التنموية مع الدول الأخرى، حققت نتائج إيجابية للجميع. والواقع أن الصين قامت بتوسيع وتنويع تعاونها التنموي العالمي على مدى الأعوام الماضية.
ومع مبادرة الحزام والطريق الشاملة للغاية، ومبادرة التنمية العالمية الموسعة والشاملة، ومبادرة الأمن العالمي، ومبادرة الحضارة العالمية، برزت الصين باعتبارها مؤيداً رائداً للتعاون بين بلدان الجنوب.
علاوة على ذلك، فإن جميع المبادرات التي اقترحتها الصين تحقق منفعة متبادلة لأنها تعتمد على الدروس المستفادة من تجارب الدول النامية.
وتعاونت الصين مع الدول النامية الأخرى لتعزيز السياسات والبنية التحتية والتجارة والاتصال المالي والشعبي، من أجل بناء مبادرة الحزام والطريق لتصبح منصة لتعزيز السلام والرخاء والابتكار والتنمية الخضراء والتبادلات الثقافية.
من المؤكد أن مبادرات الصين تكسب القلوب والعقول في جميع أنحاء العالم بسبب طبيعتها الشاملة والمفيدة للطرفين، ولمساعدة البشرية في التعامل مع التحديات العالمية المشتركة مثل تغير المناخ، والفقر، والبطالة، والافتقار إلى البنية التحتية، والتهديد الذي يتهدد الغذاء والأمن القومي.
إن نهج الصين تجاه مستقبل مشترك للبشرية والجهود المضنية لحل المشاكل العالمية المشتركة لتمهيد الطريق للتنمية السلمية والمزدهرة يهدف إلى ضمان مشاركة جميع البلدان في رحلة التنمية التي ليست حصرية وليس لها حقوق نشر.
إن النهج الذي تتبعه الصين في التنمية استناداً إلى تجربتها الخاصة والدروس المستفادة من تاريخها الطويل يظهر أن التعاون من أجلها يعني تحسين رفاهية البشرية.
المصدر – تشاينا ديلي
