الثورة – دمشق – رولا عيسى:
يستحق الاهتمام والمتابعة ما طرحه أمين سر جمعية حماية المستهلك والخبير الاقتصادي عبد الرزاق حبزة وخص به صحيفة “الثورة” حول غش المكسرات وارتفاع أسعارها، مبيناً أنها في سنوات بعيدة كانت تنحصر في نوعيات محدودة، وتقتصر على (القضامة والبزر الأسود والأبيض)، ودخلت على الخط خلال فترة ما قبل الحرب والأزمة أنواع فاخرة حضرت على كل الموائد، منها مثلاً: الكاجو والفستق الحلبي وأنواع جديدة من اللوز.
ورأى حبزة أن الأنواع المذكورة من المكسرات شهدت إقبالاً من قبل المستهلكين، عندما كانت القدرة الشرائية جيدة، نظراً لما تتمتع به من فوائد عديدة غذائية، وبات المواطن يشتريها بشكل يومي وروتيني، إلى أن بدأت الأزمة والحرب وبدأت الأسعار بالارتفاع، إضافة إلى منع استيراد بعض أنواع المكسرات، ومنها الكاجو، ما أدى إلى ارتفاع ثمنها بشكل كبير.
نسبة الملح ٥٠٪..
ومع الإقبال الكبير على شراء المكسرات وتراجع العرض- بحسب أمين سر جمعية حماية المستهلك- بدأت تأخذ منحى جديداً على صعيد عمليات الغش والتصنيع، وأصبح هنالك مباهاة بعمليات الغش في المادة من خلال أولاً: زيادة نسبة الملح، فمثلاً سابقاً نسبة الملح ضمن المكسرات يجب ألا تزيد عن ٢٠٪ فأصبح فيما بعد يدخل الملح في المكسرات بنسبة ٣٠٪ وأحياناً وصلت إلى ٥٠٪ على اعتبار أن مادة الملح رخيصة الثمن كما أنها مادة مساعدة على التحميص.
وأشار إلى أنه في حقيقة الأمر ما ينتج عن تحميص الملح الخشن طبعاً هو مادة ملحية مساعدة في عمليات التحميص لونها أسود واسمها الملح الأسود في الأسواق، وعليه تستخدم هذه المادة في تحميص النوع الثاني من البزر الأسود نراه في الأسواق ويكون لونه داكناً يأخذ لونه من بقايا الملح الأسود المجمّع من المحامص.
وأما الحالة الثانية من الغش في المكسرات تتعلق بإضافة مواد تساعد على النضج أثناء التجفيف وهي بيكربونات الصوديوم طبعاً لها أضرار على الصحة العامة، وتوضع أثناء عملية التحميص، إضافة إلى استخدام النشاء أحياناً.
الغش بالفازلين..
ويضيف حبزة: إنه من طرق غش وتصنيع البزر الأسود الطري إضافة الفازلين مع الملح وبقايا الملح الأسود وخلطها بالنشاء مع كربونات الصوديوم ما يعطي البذر الطراوة، لافتاً إلى أن عمليات التصنيع تلك يجب أن تخضع للرقابة لأن الفازلين تعتبر مادة من مخلفات البترول (النفط)، وهنالك إقبال من الناس عليها لكنهم لا يعلمون كيف تصنع وعليه يجب سحب عينات، والتأكد من وجود هذه المواد الضارة بالصحة مثل بيكربونات الصوديوم والفازلين، إضافة للشوائب الناتجة عن عمليات تحميص سابقة وهذا أمر خطير على الصحة العامة.
ويتطرق حبزة إلى الغش عن طريق تبييض البذر الأبيض ليأخذ لوناً أكثر بياضاً، وكذلك حذر من المقرمشات، ويخشى منها لإضافة أحادي الصوديوم، أو الملح الصيني، والمنكهات والملونات، وهي غالباً تأتي عن طريق التهريب لغلاء أسعارها، وهي موجودة بكميات كبيرة في ريف دمشق الجنوبي، ويمكن أن نجد مخازن ومستودعات كبيرة من المقرمشات المهربة.
معدلة وراثياً..
ورأى أن الفستق المنتج محلياً (البلدي)، يعتبر من أفضل أنواع الفستق في العالم، لكنه حذر في ذات الوقت من دخول أنواع من الفستق المعدلة وراثياً، وهي أنواع ضارة بالصحة، ومنها نوع قادم من الخارج يحتوي على الفطور السامة، وأنواع كثيرة موجودة بالأسواق.
مكافحة التهريب..
وطالب حبزة بضرورة مكافحة تهريب مثل هذه المواد المستخدمة بشكل يومي وموجودة بكثرة، لافتاً إلى ضرورة أن تأخذ المكسرات الاهتمام بمكان لأن الغش فيها يؤثر على صحة الإنسان، ويزداد الطلب عليها في موسم الأعياد وفي شهر رمضان، كما أن أسعارها المرتفعة غير منطقية.