الثورة _عبير علي:
إحياء للتراث الدمشقي القديم، وتقليداً لعادات الآباء والأجداد في ممارسة طقوس شهر رمضان المبارك اعتاد أهل دمشق على إحياء “تكريزة رمضان”، التي تتمثل بالسيران العائلي على ضفاف نهر بردى، حيث يودعون شهر شعبان، ويستقبلون شهر رمضان الفضيل.
واستذكاراً لهذا التراث، قام أصدقاء التراث الشامي بسيرانهم إلى منطقة الربوة، وهم يركبون “الحنتور- الطنبر” ويرتدون الملابس الشرقية كاملة، حاملون معهم المأكولات شعبية معروفة، وأواني الطبخ القديمة “الجرن، البابور، جرار الماء الفخارية، أباريق البورسلان”، مرددين الأغاني الشعبية التي تتغنى بالشام وأهل الشام، وعلى مدخل المنتزه تم استقبالهم بالعراضة الشامية، وبالطبل والزمامير، وتقديم رقصات شعبية فلكلورية، مع عزف على العود والناي، وتقديم لوحة المسحراتي ولوحة الحكواتي، ومبارازة بالسيف والترس، إضافة إلى لعبتي البرجيس وطاولة النرد.
وفي حديث لصحيفة “الثورة” اعتبر هيثم الفحل “أبو رياض” أحد أعضاء التراث الشامي، أن تكريزة رمضان عادة شامية قديمة، وهي “سيران” في الأيام الأخيرة من شهر شعبان، ويبدأ منذ ساعات الصباح وينتهي عند العصر، ويجتمع فيها الأهل والأحبة والأصدقاء بالطبيعة، ويمضون يومهم بالمرح والسعادة، ويودعون كل ما لذا وطاب من أطعمة تطبخ بالزيت وبالأواني القديمة، استعداداً لاستقبال الشهر المبارك. الفنان الشعبي أنور باكير، أشار إلى أن التكريزة تجمع الناس على المحبة والابتسامة، التي يوظب على نشرها بين الناس من خلال تجسيده شخصية الحكواتي، إذ يسرد الحكايات والقصص عن الشام وحاراتها، لمنح الفرح والسعادة للمحيطين، إضافة لنقد خفيف بين الرجل والمرأة لإضفاء طابع المرح والفكاهة على النزهة. وتبقى “التكريزة” عادة قديمة يحرص الدمشقيون على التمسك بها، على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة، لتوعية الجيل الجديد بأهمية التمسك بالعادات والتقاليد، والحفاظ عليها من الاندثار. والتكريزة شعارها المحبة والتسامح، وإنهاء الخلافات بين الأهل والأصدقاء.
![](https://thawra.sy/wp-content/uploads/2022/03/photo_٢٠٢٢-٠٢-٢٥_٢١-٥١-٢٣-150x150-1-150x150.jpg)
التالي