لم يعد مقبولاً النأي بالنفس “على طريقة بعضهم” في خضم ورشة إعادة بناء الاقتصاد في بلدنا سورية.
لقد أطلقت شارة بداية ورشة ربما ستكون طويلة الأمد، محورها التشاركية بين الدولة بموجوداتها وقطاع الأعمال برأسماله، وكم هو غريب مايبديه بعض الصناعيين من قلّة اكتراث بما هو فرصة حقيقية لهم، للاستثمار في معاودة النهوض بما أنهم أصروا على الاندماج في مفهوم “الوطني” بدلاً من مصطلح “الخاص”.
في ورشة عمل نظمتها هيئة الاستثمار واتحاد غرف الصناعة منذ أيام قليلة، كان لافتاً إفصاح بعض الصناعيين عما يثير الدهشة فعلاً.. فهم لم يسمعوا بالمشاريع التي طرحتها وزارة الصناعة للتشاركية، رغم أن الطرح تم بالتنسيق بين الوزارة والغرف، وفي ورشة سابقة أبدى صناعيون دهشتهم بتسهيلات أتاحها مصرف سورية المركزي ولم يسمعوا بها.. وسلسلة من إجابات “ليس لدينا علم” تكون دوماً ردة فعل صناعيين على مستجدات إستراتيجية في اقتصاد بلدهم، سمع بها واستفسر عنها رجال أعمال دول الجوار، إلا هؤلاء لم يسمعوا بها..؟!
ماالطريقة المثلى إذاً لإخبار من لايتابع الجديد مما يخص أعماله، ولايقرأ أخبار تغص بها وسائل الميديا المتنوعة، وربما لايتواصل مع “غرفة الصناعة” المنتسب إليها ؟
رجال الأعمال الصناعيين هم المعول عليهم في نهج التشاركية الجديد، وإن لم يسمعوا ولم يتابعوا فعلاً، أو يزعمون ذلك لغايات بعضها معلوم.. في الحالتين ثمة مشكلة بشكل أو بآخر.
وقد يكون علينا أمام مثل هذا التعاطي البارد، أن نتوقع سماع ضجيج وصراخ من ضياع الفرص المطروحة، وادعاء بأنها فرص مفصلة على قياسات محددة، رغم أنهم هم ذاتهم من تجاهلها وزعموا مازعموا.
الأغرب أن بعض الصناعيين يعلون الأصوات في الورش يطالبون بمشاركة الدولة في تعبئة المياه.. أي تركوا كل الفرص و “لم يسمعوا بها” وسمعوا فقط بتعبئة المياه.. ومن يدري فقد يطالبون قريباً بمشاركة الدولة في استثمار آبار النفط والغاز، فهذه استثمارات تصدر أصواتاً تلفت الانتباه أكثر..!!
نهى علي