تحاول أمريكا تضليل العالم عندما تتحدث عن صفقات وحلول في الحرب الصهيونية الدائرة ضد الأبرياء في قطاع غزة.
وأمريكا بعلم القاصي والداني شريكة في العدوان وفي الإبادة، وتحاول، من خلال الإيحاء بقرب حصول صفقة أو حل، حماية ربيبتها المدللة “إسرائيل” في محكمة العدل الدولية، فضلاً عن حماية نفسها أيضاً، باعتبارها، حسب مداخلات كل الدول أمام المحكمة الدولية، شريكة في المسؤولية الجرمية، وفي دعم جرائم “إسرائيل” المستمرة على ثرى فلسطين.
كيان الاحتلال وبأمر مباشر من نتنياهو، لديه الإصرار الدائم على مواصلة المذبحة والإبادة، وعلى تهجير الفلسطينيين، وعلى اقتحام رفح، كما ينادي رئيس الوزراء الصهيوني، وعلى استخدام القوة المفرطة فقط، لكسب الحرب كما يزعم نتنياهو، وإعادة احتلال غزة، بعيداً عن لغة التفاوض.
الواقع والوقائع يسيران بعكس ما يريد الكيان الصهيوني، ورياح المقاومة تغرق المزيد من سفن الاحتلال، وتطيح بحسابات إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
نتنياهو وجد نفسه أمام معادلة صعبة، فنصره المفترض تسحقه أقدام المقاومة، والتفاوض من وجهة نظره يقود إلى انتصار المقاومة، وهنا تعمل واشنطن على نغمة المفاوضات وتحيكها على المقاس الإسرائيلي لتمكين “إسرائيل” من أن تحقق في المفاوضات، ما عجزت عن تحقيقه في الميدان.
المضحك في الأمر أن الرئيس بايدن يعتبر نتنياهو حليفاً لترامب، وهو كان وصف حكومته، قبل الحرب على غزة، بأنها الأكثر تطرفاً في تاريخ “إسرائيل”، لكن ذلك لايفسد في الود والدعم قضية، فواشنطن، في المحصّلة، تريد أن تكون فلسطين رهينة وخاضعة للكيان، ولايعنيها قيام أي دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
كيان الصهاينة والحكومة الأمريكية مندمجتان بشكل واضح وخطير في عداء القيم الإنسانية، وشرائع القانون الدولي، ويعيشان حالة من النشوى على أشلاء ودماء الشهداء في غزة، ومجزرة الطحين أكبر دليل على ذلك.
منهل إبراهيم