الثورة – اسماعيل جرادات:
تمكنت المرأة عبر التاريخ من أداء دور محوري هام ساهم في بناء المجتمعات من خلال حضورها في مختلف جوانب الحياة، ومن هنا كان تعزيز قدراتها ومهاراتها من خلال التعليم استثماراً حقيقياً في المستقبل ينعكس إيجابياً على المجتمع بأكمله، فالتمكين التعليمي للمرأة يمثل أساساً لتحقيق التنمية المستدامة والتقدم الاجتماعي سواءً في الأمور التربوية أو الاقتصادية أو الصحية.
ونورد فيما يلي نماذجاً عن أدوار قامت بها النساء السوريات عبر التاريخ حرصت وزارة التربية على تضمينها في مناهجها
حيث شهدت بلاد الشام نهضة نسوية تمثلت بتأسيس النوادي والصالونات الأدبية التي تديرها نساء أديبات، هدفن لنشر الوعي بالمحاضرات والمباحثات العلمية والأدبية وتحسين الوضع الاجتماعي للنساء، وإصلاح المعيشة العائلية، منها صالون زينب فواز في دمشق (1879-1882م)، وصالون مريانا مراش في حلب، كما كانت أول صحيفة نسائية عرفتها دمشق هي “العروس” عام 1910 م لصاحبتها ماري عجمي، كما شهدت دمشق بروز جمعية “يقظة المرأة الشامية” التي أسستها نازك العابد في دمشق عام 1927م وكانت الغاية منها إحياء الصناعات اليدوية وتطورها، وجمعية خريجات دور المعلمات عام 1928 ، وكانت الغاية منها تعليم الفتيات وتقديم العون لهن، كما ظهرت جمعيات سورية تعنى بالمجتمع وشؤونه وتهتم بالأعمال الخيرية وافتتاح المدارس كجمعية (حماية الطفل) التي أسستها مقبولة الشلق في قرى الغوطتين وبلدة دمر، بينما أخذت ( جمعية مبرة التعليم والمواساة) على عاتقها تربية الأطفال الأيتام، أسستها الأديبة السورية سلمى الحفار مع زميلاتها عام 1945م، وجمعية الاسعاف العام النسائي التي أسستها أسماء الخوري في نفس العام أيضاً.
ومن النساء اللواتي تركن بصمتهن في تاريخ سورية الحديث الأديبة قمر كيلاني التي حازت على إجازة في اللغة العربية، ثم دبلوم التربية عام 1954وعملت بالتدريس، وكانت عضواً في اللجنة المركزية لمحو الأمية، وساهمت في تأسيس اتحاد الكتاب العرب، ونشرت عدداً من الدراسات الأدبية وبعضاً من القصص نالت إحداها جائزة أفضل قصة قصيرة من هيئة الإذاعة البريطانية BBC.
إضافة لمسيرة عدد من السيدات اللواتي كن مثالاً حياً للمرأة القادرة على التعلم والعمل وإثبات الذات عبر التاريخ مثل (ماوية من قبيلة تنوخ العربية ، وجوليا دومنا، وزنوبيا، وست الشام ، ومريم العجلية).
تلك نماذج عن نساء مؤثرات في مجتمعهن لكن بالمقابل هناك المئات من النساء في القرى والمنازل والمدارس والمعامل قدمن الكثير وشاركن في صنع الحياة العامة…
تحية للمرأة القادرة صاحبة الرسالة المميزة في الحياة … وتحية مليئة بالتقدير والعرفان للمرأة السورية الصابرة المنتجة المربية والمؤثرة.
“الصورة المرفقة تمثل احدى النساء في مدينة تدمر الأثرية”.
