الثورة- غصون سليمان
حين تتوه العبارات وتقذف المسؤوليات في مسارها المكاني والزماني غير الصحيح
تصبح مساحة اللعب لهيب غير متكافىء بين أنياب الإعلام بمختلف مسمياته الذي بات يبث سمومه في كل الاتجاهات وعلى جميع المستويات السياسية والعسكرية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية .
ولأن سوريا اليوم شاغلة الدنيا وهي تواجه العواصف، بأخبارها واحداثها عبر العواجل الحمراء والصفراء والرمادية، فهي على موقد من الجمر، تدافع عن حقها في الوجود، وتحجز مكانا لها في التوازنات الإقليمية والدولية،
ولكي يحرف المغرضون العيون عن هذا المسار، نجد كيف ان الشائعات المضللة تتوالى على رؤوس الأشهاد من كل حدب وصوب تنشر الأخبار المسمومة والمحضرة بالنكهات المراد تسويقها ضد بلدنا سوريا في هذه الظروف العصيبة، بما يخدم مصالحها، سواء عبر الفضاء الأزرق للسوشيال ميديا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والتي فاقت كل التصورات.
حيث بات التحريض الممنهج من قبل البعض ضد سوريا ارضاً وشعباً وقيادة كأنه ملح الحدث بين الزيادة والنقصان .. وهي تتناول اخبار سوريا وفق مايروق لها أن تبثه وتشوه به الحقائق المعكوسة على الأرض في غير اتجاه، فلم نكن نتوقع أن تنحرف بعض القنوات الفضائية المعروفة و تنزلق بمستواها المهني إلى خطأ فادح يفترض أن تتوخى فيه الدقة والمصداقية وبعد النظر فيما يخص الواقع السوري قبل غيرها .
فحين تنجرف قناة الميادين الكاذبة والمضللة على سبيل المثال ويتصدر خبرها الصادم، “الوحيد واليتيم”، فجر الجمعة 18 تموز/يوليو، وتنشر جملةً من الادعاءات المُلفَّقة، زعمت فيها مغادرة الرئيس السوري أحمد الشرع العاصمة دمشق برفقة عائلته، ودخول فرقة عسكرية إلى مبنى الإذاعة والتلفزيون، إضافة إلى تنفيذ عمليات اغتيال طالت شخصيات بارزة، من بينهم وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة.
وكان اللافت أن حذفت القناة هذه الادعاءات لاحقاً دون أن تُقدّم أي توضيح أو اعتذار، وهذا عمل منافي لأخلاقيات المهنة بالتأكيد ، فالخطأ يغتفر حين لا يكون مقصوداً.
فعلى أي أساس سارعت هذه القناة وغيرها بنشر هذه الأباطيل، ولمصلحة من ضحت وتضحي باسمها وجمهورها، حيث يفترض منها توخي الدقة والحذر، وبدل أن تكون عونا للشعب السوري في نشر وسائد السلام والمحبة بين السوريين على امتداد هذه الجغرافيا، وقعت في منزلق التضليل والتحريض الذي يخدم اجندات ضيقة، فابتعدت كل البعد عن اسس مهنة الاعلام، الامر الذي يثبت مغازيها ومآربها في بث الشائعات والاكاذيب .. فأي قناة وأي مهنية تلك ..؟!!
لقد خبر السوريون كل هذه الكاذيب من التزوير وقلب الحقائق، فنراهم اليوم يتعرضون بشكل خاص لحرب إعلامية نفسية لا سابق لها جُندت فيها الكثير من وسائل الإعلام المضللة بأنواعها المختلفة المرئية والمسموعة والمقروءة، الفضائية والالكترونية وغيرها من أساليب تنفذها الغرف السوداء كالدعايات المغرضة والشائعات والأفلام المفبركة التي تاجرت وتتاجر بدماء السوريين ، دون حسيب أو رقيب وفي مشهد تضيع فيه كل معايير الموضوعية والمهنية فتضيع الحقيقة وينخدع المتلقي حسب الطلب المحدد.
كلنا يعلم أن حرب الشائعات ومختبراتها، من الصعب ملاحقتها بالشكل الكامل وخاصة في المحن والأزمات بعيدا عن الوعي المجتمعي فهو الميزان الحقيقي الذي تختبر فيه النفوس والعقول والقلوب، وسوف يتغلب السوريون على كل هذا الدجل الإعلامي بمحبتهم وتكاتفهم وانتمائهم الأصيل لأرضهم ووطنهم.
