“الميادين” تكرِْس تبعيتها وعدم مهنيتها ومصداقيتها.. السوريون في معركة صدِّ الشائعات والتحريض الممنهج.. لا خيار إلا الانتصار
الثورة – فؤاد الوادي:
لا تقل معركة ” التحريض الممنهج ونشر الإشاعات” التي يشنها أعداء الوطن، من أشخاص ومؤسسات ومحطات إعلامية ودول إقليمية، لا تقل أهمية، ولا شراسة، ولا وحشية عن المعركة التي يخوضها أبطال الجيش السوري وقوات الأمن العام في ملاحقة المجموعات الخارجة عن القانون وفلول النظام المخلوع.
مئات الصفحات والمنصات والمواقع الالكترونية، تدعمها محطات تلفزيونية تحكمها الايدلوجيا المتطرفة و ممولة بالكامل من الخارج، بدأت حرباً شعواء على الدولة السورية منذ اللحظات الأولى التي قررت فيها الدولة السورية فرض الأمن والأمان في محافظة السويداء التي “اختطفتها” مجموعات خارجة عن القانون تنفيذاً لآجندات ومشاريع تخدم أطرافاً وكيانات تسعى وتجهد لتدمير كل مقومات وركائز الدولة السورية التي لاتزال دمشق تحاول وبجهود استثنائية تشييدها وتثبيتها من أجل النهوض بسوريا التي كانت لعقود طويلة أسيرة الطغيان والاستبداد والفساد الذي استشرى في جسدها، الأمر الذي جعلها كالجثة الهامدة التي نهشتها وتقاذفتها بعض الدول الإقليمية التي لديها مشاريع أيدلوجية معروفة في المنطقة.
صحيح أن بوصلة السوريين شديدة الوضوح والدقة، في تحديد اتجاه ووجهة الأطراف التي لا تريد الخير لهذا الوطن، (ولعل المسيرات والتظاهرات الشعبية العارمة التي عمت الساحات والشوارع في معظم المحافظات والمدن السورية خلال الساعات الماضية، تؤكد هذه الحقيقة، حقيقة امتلاك الشعب السوري القدرة على فرز الخبيث من الطيب) ، إلا أن الحرص والحذر الشديد، هو المطلوب والمرتجى وبأعلى درجاته في هذه المرحلة الصعبة من تثبيت قواعد الدولة، سواء مع أولئك المتواطئين والمتعاونين مع الإسرائيلي الذي باتوا يستجدونه علناً لقصف وقتل الشعب السوري، أو مع بقايا وفلول النظام المخلوع وعصاباته المتواجدة التي ماتزال تختبئ في بعض المناطق.
المفارقة أن بعض المحطات الإعلامية التي تدعي المهنية والمصداقية، ولا نقول الحيادية، لأن آجنداتها وارتباطها بدول خارجية معروفة ومعلنة، باتت تلجأ وبشكل يفيض بالسذاجة والسطحية والحماقة، ويفتقر إلى أدنى درجات المهنية، إلى نشر أكاذيب وإشاعات يستحيل على أبسط الناس متابعة وثقافة تصديقها، وحتى الاستماع إليها، ومثال ذلك ما أعلنته اليوم قناة الميادين ،وهي المعروفة بنهجها وتوجهاتها وارتباطها وقرارها المرتهن لدولة خارجية لها مشاريعها وآجنداتها في سوريا والمنطقة، فهي وبشكل أحمق وساذج وصادم للمهنية وميثاق الشرف الإعلامي وكل مدونات السلوك الاخلاقي للصحفيين، زعمت ومن دون أي أدلة أن الرئيس الشرع غادر العاصمة دمشق برفقة عائلته، وأن فرقة عسكرية دخلت مبنى الإذاعة والتلفزيون، إضافة إلى تنفيذ عمليات اغتيال طالت شخصيات بارزة، من بينهم وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة، هذه الادعاءات الملفقة، سرعان ما حذفتها الميادين ودون أن تُقدّم أي توضيح أو اعتذار، وهذا بحد ذاته يؤكد من جهة شراسة المعركة، ويؤكد من جهة أخرى حجم وعدد الماكينات الإعلامية التي تستخدم كأدوات وأسلحة للنيل من الدولة السورية والذهاب بالأمور بعيداً نحو إثارة الفوضى وزرع الفتن وخلط الأوراق والعودة بالأمور الى المربع الأول.
الوعي الوطني الشعبي، هو السلاح الأمضى في هذه الظروف الصعبة التي نمر بها جميعاً كشعب يحاول ويجهد لاستعادة كرامته وحريته ودوره الحضاري والتاريخي والمستقبلي، وهو المطلوب أكثر من أي وقت مضى، لأنه يشكل حصناً للدولة من الداخل، ودرعاً يحميها من كل السهام الغادرة التي يتوقع أن تنهال عليها خلال الأيام القادمة.