الثورة – منهل إبراهيم:
يسعى الاحتلال الإسرائيلي لنشر ثقافة الرعب والخوف بين الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين بهدف ترهيبهم وترهيب الفلسطينيين بشكل عام وضرب عراهم النفسية، لثنيهم عن مقاومة الاحتلال وفكره وممارساته.
وفي هذا الصدد نقل موقع Middle East Eye البريطاني، في تقرير له، شهادات مروعة من فلسطينيين حول التعذيب الذي تعرضوا له في السجون الإسرائيلية منذ بداية الحرب على غزة، والذي تستعمل فيه “إسرائيل” التعذيب الجسدي بالصعق الكهربي وهجمات الكلاب، كما أُخضعوا لعمليات إعدام وهمية، واحتجزوا في ظروف مهينة.
وتأتي روايات الفلسطينيين عن التعذيب وسوء المعاملة، في أعقاب ادعاءات مماثلة قدمها مراقبو حقوق الإنسان إلى محكمة العدل الدولية ضمن الدعوى التي رفعتها مجموعة من الدول ضد “إسرائيل”.
وفي شهادات لموقع ميدل إيست آي، وصف رجل، اعتقلته القوات الإسرائيلية من مدرسة في غزة حيث لجأ مع عائلته، كيف تم تقييد يديه وعصب عينيه واحتجازه في قفص معدني لمدة 42 يوماً.
وقال إنه تعرّض أثناء الاستجواب، لصدمات كهربائية، فضلاً عن خدشه وعضه من قبل كلاب الجيش الإسرائيلي.
كما وصف رجال آخرون تعرضهم للصعق بالكهرباء، وهجوم الكلاب، وغمرهم بالماء البارد، وحرمانهم من الطعام والماء والنوم، وإخضاعهم لموسيقى صاخبة مستمرة.
بالإضافة إلى ثلاثة رجال تم أسرهم في غزة، تحدث موقع “ميدل إيست آي” مع رجل تم اعتقاله في مداهمة في مدينة قلقيلية بالضفة الغربية، قال إن جنود الاحتلال عصبوا عينيه وجردوه من ملابسه وعلقوه من ذراعيه أثناء الاستجواب الذي تعرض فيه للضرب بشكل متكرر والحرق بالسجائر.
كما وصف ظروف احتجازه لعدة أيام في طقس شديد البرودة لم يُسمح له فيها بالنوم، وقال إن جندياً تبوّل في زجاجة وناوله إياها بعد أن طلب الماء.
ووصف الرجال الأربعة جميعاً إجبارهم على التعري وتعرضهم للضرب والإساءة بشكل مستمر على أيدي الجنود الإسرائيليين خلال اعتقالهم الذي دام أسابيع.
وتحدث موقع “ميدل إيست آي” أيضاً مع عدد من المعتقلين السابقين الآخرين الذين وصفوا أيضاً تجارب مماثلة لتجارب الرجال في هذه القصة المأساوية.
ويسترجع أحد المعتقلين تفاصيل الاعتقال والتعذيب في سجون “إسرائيل” قائلاً: “لقد عذبونا لساعات، ورشونا بالماء البارد ونحن شبه عراة، كانوا مصممين على تعذيبنا وكسرنا.. إذا نام أي سجين، كان الجنود يضربونه بشدة على رأسه أو صدره لإبقائه مستيقظاً، لقد أرادوا أن نبقى بين الحياة والموت”.
وأضاف: “بعد الاستجواب، وضعوا ربطات كهربائية على جميع أنحاء جسدي وصعقوني بالصدمات الكهربائية القوية حتى رأسي”.
وبعد عدة أيام من هذه المعاملة وأثناء الإفراج عن المعتقلين، يروي أنَ هناك “شاباً أُصِيب بالشلل التام من قسوة الظروف”.