على عينك يامواطن

لم يلتزم معظم تجار أسواق المستهلك ب “الهدنة” التي زعموها في بداية شهر الصيام، رأفة بالمستهلك وعوناً له على إتمام طقس أساسي من طقوس العبادة في بلدنا، أي على سبيل التراحم لعلهم يكسبون ثواباً ويقايضونه بالمال هذه المرة.
إلا أن كثيرين منهم لم يصمدوا أمام إغراء الربح، وأثبتوا أن المال لادين له، وأن شهوته غريزة متأصلة في نفوس الكثير من الأدعياء والمرائين.
ولا نعتقد أن ثمة أحداً بحاجة لأن يخبر المستهلك بحقائق السوق، ليساعده على كشف رياء من أصروا على بيع “المنّة” والسلعة معاً، ليكسبوا عليه مرتين خلال الشهر الفضيل..
كيف سيبررون للمستهلك ارتفاع سعر كيلو الفروج الحي بواقع ٨ إلى عشرة آلاف ليرة مع أول أيام الشهر الفضيل؟
ليخبرنا تجارنا أي أسعار سلع خفضوها خدمة ووفاءً للصائمين كما أعلنوا، وهل وعودهم بألا يرفعوا الأسعار تسجل في سفر عمل الخير، أم أن ثمة ما منعهم من رفعها عبر معادلة العرض والطلب التي تمت إداراتها بشكل احترافي من قبل الجهات الرسميّة؟

حقيقة استطاعت “أسواق الخير” وقبلها مهرجانات التسوق التي نظمتها ورعتها وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، إتاحة سلة واسعة من احتياجات المستهلك، أن تجد بدائل وحالة توازن تلجم جماح الربح الذي لايعترف بزمان ولابشهر، كما أثمر الوعيد بضرب المحتكرين استمراراً في توفر السلع وتدفقها إلى الأسواق، وهذه لافضل فيها للتاجر الذي كان من عادته ممارسة هذه اللعبة الخبيثة خلال السنوات السابقة في شهر رمضان.
الآن نسأل ..ماذا بعد الشهر الفضيل؟ ..بعد انتهاء زمن “الهدنة” هل سيستأنف تجار السوق “منازلاتهم” مع المستهلك ؟؟
نحن على يقين من أنهم سيفعلون، وليس من حل إلا عبر التوسع بتجربة مراكز التسوق أو المهرجانات – لن نختلف على المسمى – وتعزيز حالة اختصار الحلقات التجارية ومتوالية العلاوات التي يحصدها التجار ويدفعها المواطن.

التجربة التي تحاول وزارة حماية المستهلك عبر المؤسسة السورية للتجارة وخيار مهرجانات التسوق الموسمية ترسيخها، يجب أن تتعزز أكثر وفي كافة المناطق والمحافظات، لأنها الحل الفني الاحترافي الأكثر جدوى –  لا الزجري الذي لم ينفع – لمشكلة الأسعار في الأسواق وإنتاج حالة تنافسية تلجم غوايات الربح الفاحش التي استحكمت بالكثير من التجار.
ففكرة من المنتج إلى المستهلك وتطبيقاتها واسعة الطيف، هي أهم الخيارات الذكية لضبط الأسواق وإنصاف المنتج كما المستهلك، وهذه مهمة استراتيجية حقيقية يجب ألا تكون من اختصاص وزارة التجارة الداخلية وحسب، بل عدة جهات ووزارات أخرى ذات صلة بالإنتاج، فوزارة الزراعة  يهمها مثلا أن تحمي الفلاح والمنتج الزراعي وتضمن تسويق المحاصيل بشكل سلس، ومثلها اتحاد غرف الزراعة، كذلك يفترض أن يكون اتحاد غرف الصناعة حريصاً على المنتجين الصناعيين، لحمايتهم من إساءة واستغلال تاجر يثري على حسابهم كما على حساب المستهلك..
“من المنتج إلى المستهلك” الأداة الوحيدة الفاعلة لتنظيم الأسواق..هذا ما يجب أن يكون الخيار الفعال للجميع اليوم.

نهى علي

آخر الأخبار
المجتمع الأهلي يجهز بئر مياه كويا بدرعا  تحديات بالجملة أمام عودة أكثر من 2,3 مليون سوري عادوا لديارهم  ارتفاع الدولار وحرائق الساحل تنعكس على الأسعار في الأسواق  ريادة الأعمال في قلب التغيير.. النساء دعامة المجتمع خفايا  ثوب الانفصال!   حملة تنظيف لشوارع الصنمين بعد 15 يوماً على تخصيص رقم خاص للشكاوى.. مواطنون لـ"الثورة": عزز الثقة بعمل مديريات محافظة دمشق بسبب الضياع المائي .. شح في مياه الشرب بدرعا معرض دمشق الدولي .. منصة شاملة تجمع التجارة بالصناعة والثقافة عودة بئر "دير بعلبة" للعمل شهر على اختطاف حمزة العمارين.. قلق متصاعد ومطالبات بالكشف عن مصيره الفرق تواصل السيطرة على آخر بؤر حرائق كسب بريف اللاذقية دراسة إعفاء الشاحنات ومركبات النقل من الرسوم  وتفعيل مركز انطلاق السيارات السورية مع لبنان السويداء بين شعارات "حق تقرير المصير" وخطر الارتماء في الحضن الإسرائيلي "معاً نبني سوريتنا" .. لقاء حواري يعيد رسم ملامح التكاتف المجتمعي في سوريا إحياء خط كركوك–بانياس.. خطوة استراتيجية نحو تكامل طاقي إقليمي  موجة حرائق جديدة تجتاح الغاب في عين الحمام جورين ناعور جورين  كنيسة "السيسنية" في ريف صافيتا.. أقدم الكنائس السورية على نهر الأبرش  مساهمات المجتمع المحلي.. دور مساند  في إطفاء لهيب الحرائق    معمل "الفيجة" أمام تحول جذري..  محمد الليكو لـ"الثورة": إنتاج 13 ألف عبوة في الساعة.. وحسومات تنافس...