الثورة – عبير محمد:
يعود آذار مجدداً يحمل معه نفحات الربيع ليكون احتفالاً للأرض بزهرها وألوانها، وليقدم للطيور بهجتها ويتيح للعصافير فرصة لبناء أعشاشها.
وفي جوقة الفرح هذه يأتينا ويجول النحل بين الأزهار ليمتص من الأزهار رحيقها ليقدم عسله للإنسان.
في فصل الربيع تتهيأ الطبيعة للعطاء، وفي زحمة الربيع يحتفل الطلاب والمدارس بعيد المعلم الذي يضيف وجوده في هذه الحياة آلاف المعاني السامية المعبرة عن نبل هذه المهنة التي تقدم العلم والعلوم وتبني العقول وتفتح لها باب حرية التفكير للوصول إلى اختراعات من شأنها تسهيل الحياة ، فمهنة المعلم لا يمكن أن تضاهيها أي مهنة أخرى في كمية العطاء والإخلاص التي تساهم في بناء العقول بالمعرفة المفيدة التي تقود قطار التنمية البشرية نحو هدفه المساهم ببناء البشرية.
ورغم كل التكنولوجيات يبقى دور المعلم هو الدور الذي يدعم مسيرة التنمية وفق أعلى المواصفات القياسية التي لا تحدها حدود والتي تحلق بدورها في إبداعات الأجيال وتقود الأمم نحو التطور الذي يكفل للبشرية حياة أفضل.
عيد الأم..
وتتوج الطبيعة احتفالها بالأم، ليس لكونها رمز الخصوبة والعطاء فقط بل لكونها المكمل لدور المعلم، فالمرأة ليست هي فقط الأم الولادة بقدر ما هي المربية التي تعمل بلا كلل أو ملل في سبيل بناء الأسرة والحفاظ على تدعيم أساساتها لتصبح قوية في مواجهة صعاب الحياة، فالأم تهدي الحياة جيلاً يثابر على بناء الحضارات القادرة على النهوض بالحياة الإنسانية في هذا الكون الفسيح، وهي ذلك المخلوق الرباني الذي يتعلم عطاءات الروح في سبيل استمرار هذا الوجود.
وهي تدرك أنها تعطي وتتعب في سبيل أن يعيش غيرها في رغد الحياة بلا مقابل، فالأم يمكن أن تكون المخلوق الفريد في هذا الكون الذي يقدم من روحه في سبيل تنشئة الأطفال ليكونوا بدورهم قرباناً للحياة وللطبيعة الأم التي تتيح لهم فرصة الديمومة والاستمرار في العطاء والحب.