الثورة – منهل إبراهيم:
بالعودة للوراء قليلاً نرى التخوف العالمي من اجتياح “إسرائيل” لمدينة رفح فقد حذرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك “إسرائيل” من شن هجوم على رفح، مشيرة إلى وجود أكثر من 1.4 مليون مدني فلسطيني بالمدينة.
وبالتزامن قالت وزيرة الخارجية الهولندية أنكي برونس سلوت إن الهجوم على رفح سيؤدي إلى كارثة إنسانية أكبر، كما حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من عواقب الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح، مشيراً إلى أن بلاده تسعى إلى وقف إطلاق النار في غزة.
وفي الأيام القليلة الماضية، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن ومسؤولون في إدارته أن واشنطن لن تدعم عملية عسكرية إسرائيلية في رفح “ما لم تكن هناك خطة واضحة للعملية.
وزعمت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية أن قوات الاحتلال الإسرائيلي غير قادرة على دخول مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، دون توفير طريق آمن لمغادرة أكثر من مليون مدني قاطنين فيها”.
ورأت الصحيفة أن قوات الاحتلال عالقة بما يشبه الاحتجاز في قطاع غزة، ومتزعميها تائهون بين قرارات التفاوض ومحاولات مواصلة العملية العسكرية، في ظل ضغوط داخلية وخارجية.
وبخصوص موافقة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو على خطط الهجوم على رفح، أكدت الصحيفة بأن ذلك يحمل مخاطر محتملة على العلاقة مع الولايات المتحدة المتوترة أصلاً.
وفي سياق متصل، زعم مسؤولون إسرائيليون بأن قوات الاحتلال تركز على تدمير البنية التحتية للمقاومة مشيرين إلى أنها مهمة شاقة ويمكن أن تستغرق عاماً بأكمله، الأمر الذي علقت عليه الصحيفة بأن تلك العمليات المستمرة تشير إلى مدى الصعوبة التي قد تواجهها “تل أبيب” في محاولات كسر المقاومة مع تحول استراتيجيتها من الدفاع المتواصل إلى نصب الكمائن وتعطيل القوات الإسرائيلية المعتدية.
والجمعة الماضي، وافق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على خطط الهجوم على رفح بعد اجتماع للمجلس الحربي الإسرائيلي (كابينت الحرب)، دون إعلان تفاصيل عن العملية المحفوفة بالمخاطر، والتي قد تلحق المزيد من الضرر بالعلاقة المتوترة أصلاً بين “إسرائيل” والولايات المتحدة ما لم يتم وضع خطط حسب رؤية واشنطن التي لا تعارض بشكل كامل العملية ولكن ترى لها حدوداً.
ونقلت “وول ستريت جورنال” عن المحلل العسكري في معهد دراسات ما يسمى الأمن القومي ومقره “تل أبيب”، المدعو عوفر شيلح، قوله إن “إسرائيل في مأزق، ونتنياهو لا يستطيع أن يأمر القوات بدخول رفح قبل وضع خطة واضحة، ولا سيما مع تحذيرات الإدارة الأميركية لإسرائيل من خطورة الاجتياح.