الملحق الثقافي- ديب علي حسن:
لا نبحث عن قديس ولا عن ملاك، ولا نفتح سير القيم الأخلاقية لهذا الكاتب، أو ذاك أو ننقب في ممارسات قد تكون عابرة، ولا معنى لها ولكنها حدثت فلا أحد معصوم من بعض الشطط في حياته الشخصية، وعلى هذا يهمني أن جان جينيه كان واحدًا من أهم من دافع عن القضية الفلسطينية ولا يعنيني سلوكه الآخر الذي يخصه وحده.
وقس الأمر على ألبير كامو…
ويهمني أن أقول مثلاً :إن سارتر قد انحرف كليًا عن مواقفه الإنسانية الداعمة للشعب الفلسطيني بعد أن سيطر عليه مدير مكتبه الصهيوني وجعله (متخصصًا في معرفة مقاييس الألبسة الداخلية) كما قال أحدهم…..
وكم يسرني مثلاً أن إدوارد سعيد الذي قارع الاستشراق الغربي بالفكر وبالأدوات نفسها وهو في الغرب واستطاع أن يفكك ويعري اتهاماته للشرق ولم يخف أو يهادن أو ينحرف، جاء إلى لبنان وألقى بحجر من بوابة فاطمة نحو الأرض المحتلة قذف بها العدو…….
المقياس النهائي، هو الوطن، الأمة، المصير، الأهداف النبيلة للمجموع معيار خلودك في هذا…. أما أن (ترفس) منجزك الفكري في نهاية عمرك وتكتب مؤيدًا مشهد الخراب والموت والدمار وأنت من أنت….. فهذا لا يغفر لك…. لأنك أنت صاحب المشروع النقدي النهضوي التجديدي التنويري…. الأوطان لا تباع، ولا تشرى، من المحزن أن الكثيرين ممن أرادوا العسل المر من النحل البري الغربي فعلوا ذلك….. فردوا إلى أرذل الفكر الذي لا يغتفر.
العدد 1182 – 19 -3 -2024