دمشق – الثورة – ميساء الجردي:
انطلاقا من حملة “رمضان.. تشارك بالخير” التي أطلقتها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل مع عدة وزارات معنية وبالتنسيق مع مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل يستمر مطبخ الكسوة للأعمال الخيرية في تقديم وجبات إفطار صائم عبر فريقه التطوعي الموزع على جميع أحياء المنطقة.
مدير الشؤون الاجتماعية والعمل فاطمة الرشيد بينت لـ”الثورة” أهمية هذه الحملة في تحقيق التكافل الاجتماعي وتعزيز روح المحبة والعطاء والعمل على تحمل المسؤولية والوصول للمستفيدين في أبعد المناطق، مشيرة إلى الدور الكبير للجمعيات الأهلية في تحقيق هذا الهدف من خلال تشاركها مع بعضها البعض.
رئيس جمعية الكسوة للأعمال الخيرية محمد الشيخ تحدث عن أهمية مبادرة المطبخ الرمضاني في إحياء عادة تراثية قديمة مرتبطة بالتراث السوري والعادات والتقاليد وهي “سكبة رمضان”، لافتاً إلى أنه في كل سنة يوجد تحضيرات خاصة بشهر رمضان بحيث يعم الخير على جميع المستفيدين من الجمعية والذين يشكلون نحو 120 عائلة أيتام فيها 250 طفلاً، وشريحة المطلقات اللواتي لديهن أطفال صغار تحت سنة 12 سنة ويشكلون نحو 400 عائلة وفيها 800 طفل، وهناك شريحة الأرامل ويشكلون 500 أرملة، إضافة إلى كبار السن وذوي الإعاقة.
وبين أن الجمعية تقدم كوبونات شرائية بقيمة مئة ألف ليرة سورية، لكل عائلة بحسب عدد أفراد الأسرة، وهناك سلل غذائية تقدم لشريحة معينة، أما المطبخ الخيري فهو يعتمد على توزيع الوجبات الساخنة بشكل دوري على العائلات المحتاجة بمعدل وجبتين لكل أسرة في الأسبوع. أمين سر الجمعية محمد اللحام بين أن العمل في شهر رمضان سبقه عدة اجتماعات وتحضيرات وفقا للمعايير المطلوبة من قبل مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل والمحافظة وتم التشبيك مع الجمعيات الموجودة بالكسوة والتي عددها خمس جمعيات، وذلك تحت إشراف جمعية الكسوة للأعمال الخيرية.
وأوضح أنهم يقدمون خدماتهم لأكثر من 8000 عائلة خلال شهر رمضان، ضمن أربع مشاريع “الكوبونات الشرائية، وإفطار صائم، والسلة العينية، وألبسة العيد” حيث يتعمد مشروع الكوبونات على تقديم مبلغ مئة ألف ليرة سورية لكل فرد من أفراد العائلة بعد دراسة احتياجاتهم، وهناك مشروع إفطار صائم إلى جانب مبادرة المطبخ وذلك لوجود متبرعين يفضلون تقديم إفطار صائم خلال الشهر الفضيل، وهناك مشروع كسوة العيد وهي مبادرة انطلقت من مجلس مدينة الكسوة لتقديم ملابس بما يعادل 120 بدلا سيتم توزيعها قبل العيد للأطفال الأيتام والفتيات فاقدات المعيل.
وأشار اللحام على أن الجمعية بدأت بمشاريعها قبل بداية الشهر الفضيل وكان منها توزيع سلة رمضان وقسائم الشراء بهدف الوصول إلى 1500 أسرة. وجميع المشاريع الأخرى هي في مرحلة التنفيذ إضافة لمشروع تكريم أمهات الشهداء بمناسبة عيد الأم من خلال زيارتهن في البيوت وتقديم الهديا، ومشروع سحور رمضاني الذي سيقام في يوم إحياء ليلة القدر.
رئيس مجلس البلدية محمد الحايك تحدث عن دورهم في التشبيك بين المجتمع المحلي والجمعيات فيما بينها وتصنيف الاحتياجات اللازمة لكل عائلة وفقاً لدراسة موثقة، إذ إن هناك عائلات تحتاج لأن يقدم لها وجبة طعام يومياً، وهناك من يحتاج لتزويده بوجبتين في الأسبوع، وقد تم تقسيم البلدة إلى 30 حياً، وكل منها يمثله وجه أحد الوجهاء مع الأشخاص المتطوعين لإيصال الطعام والمواد المقدمة إلى العائلات في بيوتهم.
وأوضح أهمية التعاون بين الجمعيات المتواجدة في المنطقة لأن لكل منها تخصصا معينا، فعلى سبيل المثال جمعية حنين وأمل الغد تهتمان بالأشخاص المصابين بالشلل الدماغي، وهناك جمعية نور الغد وهي معنية بالإعاقة والتوحد وداون، ولكل منها عائلات تحتاج إلى مساعدة، وعليه أقام مجلس المدينة اجتماع مع هذه الجمعيات لتحديد الداتا لكل منها بهدف عدالة التوزيع حتى لا تحصل بعض الأسرة على مساعدات من عدة جهات بينما هناك أسر لا تأخذ شيئاً.
عضو مكتب تنفيذي لمجلس بلدية الكسوة ياسين نداف قال: إنه في شهر رمضان تكثر المبادرات الخيرية وبالتالي تركز العمل على توحيد الصفوف وجمع المبادرات ضمن داتا واضحة تحت مظلة جمعية الكسوة للأعمال الخيرية، بحيث يكون التوزيع مُنظم ومدروس ويصبح للأعمال المقدمة فائدة أكبر تصب في مصلحة المستفيدين.
وأشارت المتطوعة داليا أحمد ناصر، وهي متطوعة بالجمعية منذ سنوات وتشرف بشكل كامل على المطبخ بشكل يومي، إلى أن التطوع ثقافة جميلة ولها نكهة مميزة في شهر رمضان، مبينة أنهم يعملون في المطبخ كفريق واحد يد بيد في إعداد الطعام سكبه تحضيراً لنقله إلى الأسر المسجلة في جميع أحياء الكسوة.
وبين المتطوع في نقل وجبات الطعام عبد الرؤوف بدرية أنهم يستهدفون العائلات حسب تقسيم الأحياء ويصلون إلى من هم أشد فقرا فيها، حيث يوجد في كل حي أشخاص متطوعون يساهمون في تحديد الأسماء والنقل والتوزيع.