تستمر الأوضاع في قطاع غزة بالتدهور على جميع المستويات.. ولا يمكن تخيل ما سيصل إليه حجم المأساة بفعل الحرب الإسرائيلية العدوانية.. والتي لا تتوقف عند الرقم الكبير للضحايا والشهداء وتضاعفه، وحجم التدمير الهائل، بل تتعدى قصف كل شيء، من الكهرباء والماء والغذاء والوقود، وانهيار المنظومة الصحية في وضع يزداد فيه عدد الجرحى والمرضى.
فرضت “إسرائيل” سياسة تجويع قاسية على غزة منذ اليوم الأول للعدوان، ولم تفد المساعدات الإنسانية المتواضعة التي وصلت إلى غزة من الانزلاق لخطر المجاعة، وتقف المنظمات الدولية عاجزة عن القيام بواجبها في تقديم الإمدادات الإغاثية الغذائية لسكان القطاع.
الحرب الوحشية حطمت حياة الأطفال، الذين يشكلون ما يقرب من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.. هنالك أطفال استشهدوا مع أسرّتهم، وأطفال حاولوا الهروب للنجاة بحياتهم ولكن من دون جدوى.. والأطفال والخدج يعانون الجوع، حيث لا يتوفر حليب أو طعام، ويصرح الأطباء أن كثيراً منهم إما فقدوا أوزانهم بشكل كبير أو لقوا حتفهم بسبب الجوع الشديد.
تعمد الاحتلال الإسرائيلي الإضرار بالمرافق الأساسية التي تعين في البقاء على قيد الحياة، ولجأ منذ بدايات الحرب على قطاع غزة لاستهداف المخابز والمطاحن، واستهداف المستشفيات، وإخراجها عن الخدمة نهائياً، بعد قصف وتدمير وتخريب وإجبار الأطباء والمرضى والنازحين على مغادرتها، وجعلهم دروعاً بشرية، كما أعدم كوادر طبية، وأوقع القصف الإسرائيلي شهداء في مناطق متفرقة من القطاع واستهدفت الغارات فلسطينيين ينتظرون المساعدات.
حطمت “إسرائيل” رقماً قياسياً في قتل الصحفيين لم تسجله الحرب العالمية الثانية.. والتي راح ضحيتها عشرات الملايين وتوصف بالحرب الأكثر دموية في التاريخ الحديث، رغم اعتبار الاستهداف المتعمد للصحفيين والمدنيين جريمة حرب بموجب القانون الإنساني الدولي.
مع كل ذلك فإن الأسوأ من الاحتلال والقتل والإبادة، هو من يغطي على الاحتلال والقتل والإبادة بل ويحاول تبريرها، في الوقت الذي تزداد فيه المطالبات الدولية الرسمية والشعبية لوقف الإبادة الجماعية، والتحذيرات المستمرة من نتائج وأبعاد الكارثة الإنسانية المتواصلة في أوساط المدنيين الفلسطينيين والمخاطر التي تتهدد حياتهم.