رسالة أنيل شيلين المسؤولة الكبيرة في الخارجية الأمريكية كانت شديدة الوضوح لدولتها التي وضعها عدوان حليفتها “إسرائيل” في موقف حرج أمام المجتمع الدولي المستاء من حمام الدم المتواصل في غزة والمتوقع في رفح لو نفذ رئيس وزراء الاحتلال اجتياحه البري العسكري للمدينة التي لا موطئ فيها لقدم من كثرة السكان.
أنيل شيلين استقالت من منصبها احتجاجاً على تواصل العدوان الإسرائيلي على غزة، وإمداد الولايات المتحدة لكيان الاحتلال بالأسلحة، وهنالك العديد من المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين قيد التفكير في الاستقالات مع سيل من الانتقادات والاحتجاجات داخل بلدانهم ضد الانحياز للقاتل الذي يسرح بجنون في غزة .
أمريكا تحاول ترقيع ثوب نتنياهو المشروخ وتريد ثنيه عن اجتياح رفح لاعتبارات مصلحة الكيان ومصلحتها، وليس لصالح الإنسان والإنسانية، ومجلس الأمن القومي الأمريكي، ممثلاً بجون كيربي، يرفض العملية العسكرية في مدينة رفح من باب ما تستنتجه الدبلوماسية الأمريكية من حالة الغليان العالمي ضد أفعال الكيان.
كيربي قالها ببساطة إنه لا يؤيد وحكومته هجوماً برياً كبيراً في رفح لا يتضمن خطة قابلة للتحقيق ويمكن التحقق منها، ولا ندري ماهي الخطة الأمريكية التي يقصدها كيربي، الذي بات يدرك تفاقم حالة الاستياء الداخلية من إصرار البيت الأبيض على ضخ الأسلحة إلى “إسرائيل”، حيث سبق واستقال موظفان في الخارجية هما جوش بول ولارا فريدمان احتجاجاً على سياسة بايدن المتحيزة لكيان الاحتلال.
شيلين ربما نبهت ومن سبقها ممن استقالوا بايدن وكيربي وغيرهما من تعاظم المعارضة الداخلية في أمريكا، وهذا ليس وحده ما يجعل بايدن يضغط على نتنياهو بلهجة شديدة باتت تقلق الكيان المصر على تجاهل صوت العقل والإنسانية والمنطق وحتى الحلفاء.
منهل إبراهيم