يقال: نهاية الليل أحلكه.. ما من احتلال أو غزو أو كيان غاصب أو نظام استبدادي إلا وينتهي.
لقد تكالبت على أمتنا ومنطقتنا الكثير من الغزوات والاحتلالات، وكلها انتهت، وزالت ، وبقيت أمتنا ودولنا وشعوبنا.
ومهما طال الاحتلال والعدوان لابدّ أنه سينتهي ويزول .. والتاريخ حافل بالأحداث والتطورات التي تعبر عن هذه الحقيقة.
والاحتلال الإسرائيلي الذي مضى عليه 75 سنة لابدّ وأنه تكون له نهاية، ومهما حاولت دوائر العدو أن تخفي ذلك، فهي حقيقة تؤكدها التطورات على الأرض.
ومن المؤشرات الدالة على نهاية الكيان الغاصب هو تأزمه ووقوعه في الكثير من الأزمات الداخلية واستمرار أزماته منذ قيامه وحتى الآن لاسيما الأزمات الوجودية التي فشل في حلها حتى الآن.
إلى جانب أزمات سياساته وخصوصاً مشروعاته الاستيطانية ودخولها طور النهاية والتفكك، وكذلك ارتكابه قدراً هائلاً من العنف والتدمير وإلحاق الأذى الواسع النطاق على أرض فلسطين المحتلة وصلت إلى حدّ الإبادة الجماعية والتدمير الشامل كما يحصل في قطاع غزة.
وعلى الرغم من مضي ستة أشهر على عدوانه ضد قطاع غزة ، فشل كيان الاحتلال في تحقيق أي من غاياته ، ولم يستطع تحقيق أدنى إنجاز له يستطيع حفظ ماء وجه كبار مجرميه الذين باتوا مطلوبين لدى محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية ولدى كل المحاكم التي اقيمت لملاحقة مجرمي الإبادة في غزة.
على أن هذا السلوك الإجرامي والاستيطاني للكيان يترافق مع حالة ارتباك شديد وسعي خلف أهداف متعارضة، بل متناقضة، تفاقم من أزمة الكيان الاستيطاني وتشقّقاته الداخلية وتصاعد الدعوات عالمياً إلى ملاحقته وفرض العقوبات عليه.
وفيما أظهره طوفان الأقصى، وما تلاه من عدوان إسرائيلي على قطاع غزة، عدم جدوى محاولة استعادة الردع واستئصال المقاومة، انتقل المشروع الاستيطاني من العنف والتدمير إلى عنف عبثي جنوني يرقى إلى الإبادة والجرائم، ما تسمى بإستراتيجية “إسرائيل” الانتحارية.
إن إطالة الكيان عدوانه على غزة تمثل انتحاراً له ولداعميه أميركا والغرب، فهذه الصهيونية الغازية تُعدّ انتحارية “لإسرائيل” والغرب الداعم لها، على اعتبار أن فرصة قبول استراتيجية الطرد القسري لأصحاب الأرض الفلسطينيين المرتبطين بها والذين عاشوا أباً عن جد لقرون في فلسطين.
لقد أتعب الكيان نفسه في حربه العبثية المجنونة لما يقوم به من إجرام ومجازر هروباً إلى الأمام من أزماته.. وحتى الولايات المتحدة ستتعب من غطرسة اليمين الإسرائيلي الذي يحرم الفلسطينيين من الحق في تشكيل أمة.
عبثية الإجرام ستقضي على الكيان عاجلاً أم آجلاً.. وتجارب التاريخ شاهدة على كلّ محتل ومعتدي.