الثورة – منهل إبراهيم:
يسعى “الناتو” لقيادة مجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية بقيادة البنتاغون، وهي العقدة المركزية لتنسيق الخدمات اللوجستية لتسليم الأسلحة إلى أوكرانيا.
ويدرس الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، مجموعة من الخيارات لتعزيز الدعم طويل الأجل لأوكرانيا، بما في ذلك إنشاء صندوق بقيمة 100 مليار دولار على مدى خمس سنوات من أعضاء الحلف، وفقًا لثلاثة مصادر مطلعة على الأمر.
وقال أحد كبار الدبلوماسيين الأوروبيين المطلعين على المناقشات: “إنها تحصين للمستقبل”، موضحاً أن التغييرات التي يجري النظر فيها ستجعل من الصعب على أعضاء الناتو تغيير وتعطيل الدعم المستمر لأوكرانيا بهذه السرعة.
وفي حين أن الصندوق لن يكون كبيراً بما يكفي لدعم المجهود الحربي لأوكرانيا ضد روسيا إلى أجل غير مسمى، فإنه سيعطي البلاد قاعدة دعم يرى مسؤولو حلف الناتو أنها حيوية حيث يشعر الحلفاء بالقلق بشأن حصول دونالد ترامب على فترة ولاية ثانية في تشرين الثاني، وهو ما قد يعني أن الولايات المتحدة لن يكون لديها رغبة في تقديم المزيد من الدعم لكييف.
وقال الدبلوماسي إن الحلف يحتاج إلى الالتزام بتقديم المزيد من الدعم لأوكرانيا والاعتماد بشكل أقل على المساهمات الطوعية.
وفي مؤتمر صحفي أشار ستولتنبرغ إلى أن وزراء خارجية الناتو سيناقشون “كيف يمكن لحلف شمال الأطلسي أن يتحمل المزيد من المسؤولية”، عن طريق برنامج مساعدة على مدار سنوات بشأن تقديم المعدات العسكرية والتدريب لأوكرانيا.
وأكد ستولتنبرغ: “يجب أن نحصل على مساعدة أمنية مضمونة وموثوقة ويمكن التنبؤ بها لأوكرانيا”، مضيفاً إن حلفاء الناتو يقدمون بالفعل 99٪ من إجمالي الدعم العسكري لأوكرانيا.
في حين أن حلفاء ترامب في الكونغرس عارضوا بشدة استمرار الدعم لأوكرانيا، الأمر الذي أدى إلى عرقلة مرور المزيد من التمويل لأوكرانيا عبر الكونغرس، فإن الرئيس السابق لم يقل بوضوح ما قد تكون عليه سياسته تجاه أوكرانيا، على الرغم من أنه أدلى بتصريحات على الإنفاق الدفاعي لأعضاء الناتو. وهو ما أثار مخاوف أوروبية حقيقية بشأن حلف شمال الأطلسي.
ويعتقد بعض المسؤولين السابقين في إدارة ترامب أنه لن يسحب الدعم الأمريكي لأوكرانيا على الفور، لكنهم يقولون إنه يريد أن ينتهي الصراع بسرعة، من خلال الجلوس مع الأطراف على جانبي الصراع. ويعترفون بأن النتيجة قد تكون اضطرار أوكرانيا إلى التخلي عن بعض أراضيها التي تسيطر عليها روسيا حالياً.
وقالت المصادر إن إحدى الأفكار الأخرى قيد الدراسة تشمل تولي الناتو قيادة مجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية بقيادة البنتاغون، وهي العقدة المركزية لتنسيق الخدمات اللوجستية لتسليم الأسلحة إلى أوكرانيا.
وتعني هذه الخطوة أن فوز ترامب بالرئاسة سيكون له تأثير أقل على آليات الحصول على الدعم اللازم للأسلحة إلى البلاد من عشرات الدول حول العالم.
وكانت صحيفة بوليتيكو أول من نشر تقريراً عن تفكير الناتو في اتخاذ هذه الخطوات.
وأوضح أحد المصادر أن هناك دفعة أخرى مستمرة تتمثل في قيام دول الناتو بتحديد التزاماتها الخاصة تجاه أوكرانيا بشكل مستقل. وهذا يعني أنه لا يتم توجيه كل الدعم لأوكرانيا من خلال حلف شمال الأطلسي – مما يخلق مصادر تمويل لا يمكن تعطيلها من قبل أعضاء الحلف الفرديين.