الثورة – منهل إبراهيم:
حشر الكيان الصهيوني نفسه في خانة الانتقاد الدولية، وحذرت منظمات دولية متعددة من أن “إسرائيل” قد ترتكب إبادة جماعية للخروج من حشرها ولوم العالم لأفعالها وهذا ما تفعله دوماً حين حصارها بجرائمها، وحتى أقرب الحلفاء ينتقدون الآن رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو علناً.
وتتزايد الدعوات لوقف شحنات الأسلحة إلى “إسرائيل” في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وغيرهما من دول غربية وعربية، وفي الوقت نفسه، يتعرض نتنياهو وحكومته لضغوط متزايدة في الداخل، مع عودة المتظاهرين إلى الشوارع بأعداد كبيرة مطالبين باستقالته.
ويزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه استهدف مقاومين، لكنه في الحقيقة يستهدف المدنييين وعمال الإغاثة، وهو يتلقى ضربات كبيرة وموجعة من المقاومة
وقال العديد من الخبراء لشبكة CNN إن (إسرائيل) تواجه وضعاً مستحيلاً لأن الهدف الذي حددته لنفسها وهو القضاء على المقاومة في زعمها غير قابل للتحقيق وتحظى المقاومة بشعبية كبيرة على المستوى المحلي.
ولا تستطيع “إسرائيل” تحقيق هدفها المعلن المتمثل في القضاء على المقاومة، لأن المقاومة جزء لا يتجزأ من المجتمع الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وبعد أن زعمت “إسرائيل” أنها هزمت المقاومة في الشمال، ترى أن الجنود الإسرائيليين يقتلون كل أسبوع في الشمال، لذا فمن الواضح أن المقاومة ستستمر في الوجود بعد هذه الحرب على غزة، سواء غزت “إسرائيل” رفح أو لم تغزو رفح.. والمقاومة قوة كبرى على الأرض وستبقى كذلك حتى نهاية هذه الحرب.
ومع ذلك يرفض نتنياهو تغيير مساره، وفي حين وعد بالسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة في أعقاب الإنذار الأخير الذي وجهه الرئيس الأمريكي جو بايدن هذا الأسبوع، فقد رفض الدعوات لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية وإعادة التفكير في خطته لغزو رفح، حيث يعيش أكثر من مليون شخص.
“إسرائيل” طيان منقسم سياسياً قبل “طوفان الأقصى” ، وأصيب بالشلل، بسبب الاحتجاجات واسعة النطاق ضد نتنياهو وحكومته، الأكثر يمينية في تاريخ “إسرائيل” الهزيل، ولكن على الرغم من استمرار هذه الانقسامات السياسية، فإن الغالبية العظمى من الإسرائيليين يؤيدون الحرب على غزة، على الرغم من الاحتجاجات الدولية بشأن تأثيرها المدمر على المدنيين الأبرياء.
وتجاوز عدد الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا في غزة منذ بداية الحرب 250 جندياً. ورغم أن الخسائر ضئيلة مقارنة بعدد الشهداء الفلسطينيين، إلا أن الخسائر كبيرة في نظر الكيان الذي تعود أن يقتل دون أن يقتل.