الثورة – حلب – فؤاد العجيلي:
سبعة وسبعون عاماً مرت على ولادة حزب البعث العربي الاشتراكي ليكون صوتاً للعمال والفلاحين والكادحين، رسم مؤسسوه خططاً وبرامج واستراتيجيات وضعت في سلم أولوياتها بناء الإنسان المؤمن بثوابته الوطنية والمدافع عنها، إلى جانب أسس إعمار الأوطان وتعزيز مقدراته الاقتصادية معتمدين على ثوابت اقتصادية في مقدمتها الزراعة، خاصة وأن وطننا يمتلك مساحات واسعة من الأراضي الزراعية ويحتضن عبر جغرافيته موارد مائية من أنهار وينابيع من شأنها المساهمة في تطوير الإنتاج الزراعي ، وإلى جانب الزراعة كانت الصناعة هي الحامل الثاني من حوامل الاقتصاد الوطني، الأمر الذي خلق توءمة مستدامة بين الزراعة والصناعة فكانت الأولى معززة للثانية لينتج عنها حامل ثالث هو التجارة، وبهذا غدت سورية وعبر سنواتها بشكل عام وخاصة بعد ثورة آذار والحركة التصحيحية وصولاً لمسيرة التطوير والتحديث امتداداً لرسالة البعث الخالدة.
وبالرغم من الاهتمام بالجانب الاقتصادي كان الاهتمام ببناء الإنسان هو الغاية والهدف، عبر استراتيجية التعليم بمختلف مراحله وتوفيره لأبناء الوطن حتى وصلت خطط التعليم وبرامجه إلى أبعد نقطة في جغرافية الوطن من خلال توزع المدارس والجامعات والمراكز البحثية إضافة إلى الاهتمام بالطفولة تربية وعلماً.
اليوم ونحن نعيش الذكرى الـ 77 لميلاد البعث، يتوجب علينا كمواطنين عامة، وكبعثيين خاصة أن نعيد قراءة نهج البعث ولاسيما شعار “الرسالة الخالدة” ونتساءل: من أين اكتسب البعث صفة الخلود لرسالته التي مازلنا نعيش من ثمارها، وأين نحن من وضع خطط وبرامج ورسم استراتيجيات تتوافق مع نهج التطوير وتعزز لدى أبنائنا فكر وقيم البعث.؟
اليوم مطلوب منا– وكل حسب موقعه– المساهمة في رسم استراتيجيات تضع في سلم أولوياتها المحافظة على خلود رسالة البعث من خلال إعادة بناء الإنسان والوقوف على قضاياه الاجتماعية والاقتصادية لأن بناء الإنسان هو الأساس في إعمار الأوطان.