الثورة – يمن سليمان عباس:
ظن الكثيرون أن أدب المقاومة قد مضى إلى غير رجعة وأن فورة ما يسمى الفن للفن وتهويمات الخيال واللغة هي البديل عن الالتزام وجمال القضايا الإنسانية .
لكن هذا الوهم سرعان ما تحطم مع اشتداد جذوة المقاومة التي استعادت ألقها وكان من الطبيعي أن يكون الأدب صوتها شعراً ورواية ونثراً إلخ..
الموقف الأدبي المجلة التي تصدر عن اتحاد الكتاب العرب وترأس تحريرها المبدعة فلك حصرية أصدرت عدداً خاصاً عن أدب الأرض المحتلة ومن داخل الأرض العربية كانت المشاركات المهمة جداً..
قدم للعدد رئيس الاتحاد الدكتور محمد الحوراني تحت عنوان: الكلمة في مواجهة آلة البطش الصهيونية . وبدوره المطران عطا الله حنا كتب من القدس تحت عنوان: من دمشق هنا القدس ..و من القدس هنا دمشق اللغة.
رئيس التحرير فلك حصرية كتبت الافتتاحية تحت عنوان: في حلوقكم صبار .
وقدم العدد من الأرض المحتلة إبداعات ومقالات لكوكبة من المبدعين .
وكانت هدية العدد كتاب الجيب المتميز الذي حمل عنوان: أدب المقاومة في فلسطين المحتلة ١٩٤٨- ١٩٦٦م
أعده وقدم له أحمد علي هلال .
الذي قدم قراءات وإضاءات مهمة في هذه الدراسة التي كانت الركيزة لكل ما كتب عن ادب المقاومة في فلسطين المحتلة وإلى هذا يشير
الدكتور محسن عتيق خان في دراسة مطولة حملت عنوان غسان كنفاني رائد الأدب المقاوم
يقول دكتور عتيق:
(في العقد السابع من القرن العشرين، أصدر غسان كنفاني ثلاث دراسات اكتشف فيها لأول مرة الإنتاجات الأدبية من الأرض المحتلة التي كانت صلتها بالعالم العربي قد انقطعت بعد الاحتلال الصهيوني، ففتح للعرب نافذة على الأدب العربي الفلسطيني الذي مليئ بالحيوية والأفكار الثورية، ورغم كل أسباب القمع لا يخلو عن الأمل والإيمان بالنجاة، وكذالك اكتشف لأول مرة الكتابة الصهيونية التي لعبت دورا مهما في تمهيد الطريق لقيام دولة إسرائيل المحتلة.
أدب المقاومة
أما الدراسة الأولى، فقد صدرت من دار الآداب بـ”بيروت” عام 1966م بعنوان “أدب المقاومة في فلسطين المحتلة 1948-1966″، وهي تحتوي على ثلاثة فصول، الفصل الأول يتناول الإنتاجات الأدبية الفلسطينية بعد النكبة، والثاني يدرس البطل العربي في الرواية الصهيونية مقابل الأدب العربي الفلسطيني، والثالث يعرض نماذج من الشعر الفلسطيني.
وهذه الدراسة تعطي غسان مكان الريادة من ناحيتين، في ناحية أنه وضع مصطلحا خاصا للإنتاجات الأدبية الثورية التي وجدت في فلسطين المحتلة لأول مرة، وهو مصطلح “أدب المقاومة” كما يبدو من عنوان دراسته. فقد عبر غسان عن الأدب الفلسطيني بـ”أدب المقاومة” لأن هذا الأدب يقوم ضد جميع أسباب القمع، ويشجع على الوقوف في وجه الاحتلال، ويحرض على الثورة، والمشي في سبيل الحرية.).
بقي أن نشير إلى أن العدد من مجلة الموقف الأدبي حمل الرقم ٦٣١ وصدر ورقياً وكذلك كتاب الجيب الذي يقع في ١٩٩ صفحة قطع صغير وهو الكتاب ١٩١ في سلسلة كتاب الجيب.