“رجال في الشمس”.. مسرحيّة تجسد آلام الشعوب المنكوبة في الشتات

الثورة – متابعة عبدالله صبح:

“رجال في الشمس” أكثر من مجرد مسرحية، إنها رحلة عاطفية وفكرية تلامس آلام الشعوب المهاجرة والمنكوبة. يُعد هذا العرض تجسيداً حياً لمأساة الشعب الفلسطيني في الشتات، وكذلك للشعب السوري ومعاناته خلال سنوات الثورة. بل هو دعوة للتمسك بالأمل رغم الظلام، ولو كان هذا الأمل مشوباً بالفقدان.

على خشبة مسرح دار الثقافة بدرعا، قدمت فرقة “حاتم علي” للفنون المسرحية يوم أمس عرضاً مسرحياً مقتبساً من رواية “رجال في الشمس” للكاتب الفلسطيني الكبير غسان كنفاني التي كتبها عام 1962. تطرقت المسرحية إلى الأحداث المأساوية التي جسدها الكاتب في روايته الشهيرة، ما أثار اهتماماً واسعاً وأدى إلى نقاشات عميقة حول معاناة الفلسطينيين في الشتات، والهجرة، والبحث عن الأمل في عالم مليء بالظلم والقسوة.

في سبيل الحياة أو الموت

بعد انتهاء العرض الذي تلاه تصفيق حار من الحضور المتنوع بين الأطفال، اليافعين، والشباب، التقت صحيفة “الثورة” مع بعض القائمين على العمل وأخذت آراء الجمهور. كانت البداية مع مخرج العرض المسرحي الفنان فراس المقبل. سألناه عن فكرة ومحور العمل، فأجاب قائلاً:”مسرحية “رجال في الشمس” تروي قصة ثلاثة فلسطينيين يهربون من واقعهم المرير في مخيمات اللاجئين، متطلعين إلى فرصة حياة أفضل في الكويت. لكنهم يجدون أنفسهم في رحلة شاقة عبر الصحراء، بحثاً عن فرص للعمل والعيش الكريم.”

تجسيد للصراع والتحديات

وفي إجابته عن سؤالنا حول شخصيات العمل المسرحي، قال الممثل الشاب محمد المومني:محمود: الشاب الفلسطيني الذي يسعى للهروب من بؤس حياته في المخيم. أبو الخطيب: المهرب الذي يقودهم عبر الصحراء، وهو شخصية مليئة بالضياع والقلق.

أسعد: الرجل الذي يمثل الطبقة البسيطة التي ترى في الهجرة عبر الصحراء أملاً أخيراً للنجاة.

أبا قيس: رجل مسن قاربت حياته على نهايتها، قرر الهجرة ليحقق لقمة العيش له ولأولاده.

حبيبة أسعد: التي ودعت حبيبها بأمل عودته أفضل حالاً من أجل الارتباط به.

أبو الخيزران: سائق الشاحنة الذي يملكه رجل غني، يشبه الطغاة الذين يتحكمون في شعوبهم.

مزيج بين الكلاسيكية والحداثة

أوضح مدير ثقافة درعا، الأديب والشاعر سليمان الزعبي، أن الإخراج المسرحي في هذا العرض يعكس فهماً عميقاً للرؤية الفنية للكاتب غسان كنفاني.

تم استخدام تقنيات الإضاءة والظلال المدروسة لخلق أجواء مشحونة بالتوتر واليأس، بينما أظهرت الخشبة الفارغة التي تمثل الصحراء الواسعة وفقدان الأمل.

رسالة العرض: تسليط الضوء على معاناة الفلسطينيين والهجرة

من جانبه، أعرب محمد حسن أبازيد، رئيس نقابة الفنانين بدرعا، عن رأيه في الرسالة التي سعى العرض لإيصالها، فقال:”المسرحية تسلط الضوء على معاناة الإنسان الفلسطيني في ظل الواقع المأساوي الذي يعيشه بسبب النزوح واللجوء وويلات الحروب. كما أن الحلم بفرص أفضل والبحث عن الأمل يتناقض مع الواقع القاسي.”شهد العرض تفاعلاً كبيراً من الجمهور، حيث كانت اللحظات التي تم فيها إبراز اليأس والخذلان تمس قلوب الحاضرين بشكل مباشر. تأثر الحضور بشدة من تطور الأحداث التي عكست الواقع المعاش للفلسطينيين في الشتات.

وأعرب العديد من الحضور عن إعجابهم بالقوة الدرامية التي قدمها العرض، وكيف استطاع المسرح أن يعكس بشكل واقعي الظروف السياسية والاجتماعية.

آخر الأخبار
ارتفاع الأسعار مرض اقتصادي يترقب العلاج! كيف حوّل النظام المخلوع مدارس ريف دمشق إلى ثكنات عسكرية؟ توسيع الطاقة الاستيعابية في المدينة الجامعية بحلب لجنة فنية  لدراسة الاعتراضات على المخططات التنظيمية بحلب تفاوت أسعار الأدوية بحلب.. غياب للرقابة والنقابة لا تجيب..! الإنارة في دمشق ..حملات صيانة لا تلامس احتياجات الأحياء 10 آلاف مستفيد من خدمة "شام كاش"  في "بريد اللاذقية" الأمن الداخلي يُعلن التحرك بحزم لإنهاء الفوضى في مخيم الفردان اجتماع تنسيقي في درعا يبحث مشروعات مشتركة مع منظمات دولية الأردن يحذر: استقرار سوريا شرط لتجنب موجات لجوء جديدة سجون نظام المخلوع.. حكايات كتبت على جدرانها بحبر دماء المعتقلين تنويع مصادر الطاقة لتجنب التهديدات وموازنة الاحتياجات مع الاستدامة سجن تدمر العسكري.. ذاكرة من الألم قرار بريطانيا رفع "تحرير الشام" من الإرهاب يتيح تفاعلاً أوثق مع سوريا "مسلخ صيدنايا" البشري .. تاريخ أسود ووصمة عار ضبط حركة الدراجات ضرورة لحماية قلعة حلب والمواقع الأثرية سوريا تأمل رفع كامل العقوبات خلال الأشهر المقبلة قرار "المركزي" قد يهدد استقرارالبنوك ويكشف مخاطر خفية إعادة تأهيل مدرسة تل نعام في ريف حلب طريق بديل لسيارات المكاسر داخل الرحيبة