يامن الجاجة
أثارت قضية اللاعب محمود داهود ومغادرته معسكر المنتخب الوطني لكرة القدم بعد يومين فقط من انضمامه لبعثة رجال كرتنا،أثارت جدلاً واسعاً بين مؤيد للاعب ومعارض لتصرفه الذي وُصِف بغير الاحترافي.
وأسالت الحادثة المذكورة التي تواصلت فصولها الكثير من الحبر، ولاسيما أن البعض ذهب باتجاه إلقاء اللوم على إدارة المنتخب تحت ذريعة المطالبة بمعاملة خاصة للاعب، باعتباره نجماً عالمياً، وبالتالي فمن حقه تلقي معاملة خاصة حسب وصفهم.
ويمكن تفهم اختلاف الرؤى و وجهات النظر وتضارب الأحكام، وما قيل عن نيات اللاعب ومدى قناعته بالدفاع عن قميص منتخبنا، ولكن لا يمكن بأي حال من الأحوال التحدث عن (تطفيش متعمّد) حسب ادعاءات عدد من مؤيدي اللاعب، لأن اتحاد كرة القدم وإدارة المنتخب قاما بعمل مضنٍ استغرق سنوات للاستفادة من إمكانات اللاعب محمود داهود في صفوف رجال كرتنا، وبالتالي فليس من المعقول وليس من المنطق أن يكون هناك مساعٍ لإبعاده.
وتؤكد المعلومات المتداولة والحقائق التي حصلت عليها (الثورة) أن سبب ابتعاد محمود داهود عن المنتخب آنذاك (قبل إعلان اعتذاره مؤخراً) يعود لعدم تلبية مطالبه التي تجاوزت ما يمكن وصفه بالطلبات، و وصلت حد الاشتراطات التي لا يمكن القبول بها بأي حال من الأحوال.
وحاول القائمون على بعثة المنتخب، خلال تواجده في مدينة الدمام السعودية، قبل مواجهة ميانمار في الجولة الرابعة من المجموعة الثانية في التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة لكأس العالم 2026 وكأس آسيا 2027، حاولوا تلبية مطالب اللاعب المتعلقة بالشق الإداري، كتوفير سيارة خاصة مع سائق، وتقديم وعود بتواجد مرافقه الشخصي على دكة المنتخب في المباريات القادمة، وذلك لرغبتهم باستمرار اللاعب وتواجده في مباراة ميانمار، وبالتالي دمجه مع زملائه بشكل سريع، لكن المفاوضات بين اللاعب و وكيله من جهة، والقائمين على المنتخب من جهة ثانية، توقفت عندما تعدت مطالب اللاعب حينها بعض الأمور الإدارية وذهبت باتجاه التدخل في مسائل فنية، كاشتراطه تحديد من سيلعب بجانبه ! والتدخل في خطة المدرب ومعرفتها ؟ عدا اشتراطه ارتداء شارة قيادة المنتخب، رغم أنه لم يلعب أي مباراة مع نسور قاسيون.
وفوجئت بعثة المنتخب خلال تواجدها في مدينة الدمام، بمغادرة اللاعب فندق المنتخب والعودة إلى ألمانيا في رحلة عند التاسعة صباحاً، علماً أن جلسة المفاوضات ومحاولة تقريب وجهات النظر مع اللاعب كانت قد انتهت بحدود الساعة الرابعة فجراً !
ويشير موعد طائرة اللاعب باتجاه العودة إلى ألمانيا إلى ما وُصِف بالرغبة المسبقة بعدم الالتزام بصفوف المنتخب، وهو لغز ما زال عصياً على الحل
ونسف اعتذار اللاعب، وإعلانه الالتزام بتعليمات الكادر الفني لرجال كرتنا، نسف ما ذكرته مصادر رفضت الكشف عن هويتها لناحية موافقة داهود على تمثيل المنتخب ليستفيد هو وعائلته من التسهيلات التي يقدمها اتحاد اللعبة الشعبية الأولى للاعبين مستعيدي الجنسية، فيما يخص الخدمة العسكرية والدخول إلى الأراضي السورية مع عائلاتهم، عدا تسهيلات أخرى تتعلق باستصدار عدة وثائق ثبوتية.
وبعيداً عن حقيقة نيات اللاعب الذي مازال أمام فرصة للعودة إلى صفوف المنتخب (إن استدعاه الأرجنتيني هيكتور كوبر) فإن تعاطي الجهاز الإداري والفني لمنتخبنا مع لاعبي المنتخب على صعيد الاستبعاد يؤكد على ترسيخ مقولة «المنتخب فوق الجميع» بحيث يخضع جميع اللاعبين لٱلية عمل الجهاز الفني لا العكس، مع إعادة تكوين هيبة المنتخب الذي يجب أن يكون تمثيله هدفاً لكل لاعب وليس وسيلة لتحقيق امتيازات معينة.
وتأتي حادثة عدم الرضوخ لاشتراطات اللاعب في أعقاب استبعاد النجم عمر السومة عن صفوف رجال كرتنا خلال الفترة الأخيرة بسبب ما قيل إنه خلاف فني وتدخل بعمل مدرب المنتخب.
وبعيداً عن القناعة بصوابية قرارات المدرب من عدمها، فإن الشيء الوحيد الذي لا يختلف عليه اثنان يتعلق بدعم التوجه القائم على إعادة تكوين هيبة المنتخب.
السابق