الثورة- رنا بدري سلوم:
حلّ عيد الفطر بأيامٍ ربيعيّة تلبس فيها الطّبيعة أجمل حلّة بأزهار نيّسان الجميلة على ربوع بلدنا الحبيب، فتفتّحت أبواب البهجة في قلوب الأطفال بعد انتظارٍ طويل لأجواء العيد، فقبل أيامٍ قليلة من حلوله، تكاثفت الجّهود الإنسانيّة في المجتمع الأهلي لرسم ابتسامة على وجوه الصّائمين وتقديم وجبات الإفطار والسّحور لهم، ولم ينسوا أن يُفرحوا قلوب الأطفال بتقديم ملابس العيد لهم، وبعض الهدايا التي تفرحهم من الحلويّات الملوّنة وبعض الألعاب المتواضعة من الشّخصيّات الكرتونيّة المفضّلة لديهم.
في أيام الرّحمة والغفران عمل المجتمع السّوري بكلّ أطيافه على تكثيف الجّهود تعاطفاً مع حالاتٍ معيشيّةٍ اقتصاديّة لعائلاتٍ أنهكتها الفاقة، حتى إن مجموعة من المتبرعين قاموا في فتح باب التسجيل في صالوناتٍ عدّة لحلاقة شعر الأطفال باعتبارها عيديّة العيد، ما رسم على وجوههم ابتسامة رضا وغبطة. هكذا بدأت الأيادي البيضاء استعدادها لأيام العيد من تحضيرات وتبرّعات وكل ما يطيّب الخواطر ويُبلسم النفوس ولو كان بالقليل .
حلَّ عيد الفطر هذا العام بنكهةٍ مختلفةٍ، تسودها الغصّة والألم على أبناءِ فلسطين الجريحة الذين حُرموا العيد وبهجته فعانوا ما عانوه من ويلات الحرب من ألم وفقد وحرمان، وعلى الرغم من كل ما يحيط بنا وبهم من انكساراتٍ وأحزان تبقى لحظات العيد استثنائية في وقتٍ استثنائي لا يمكن له أن يمضي دون أن نعقد الآمال ونرجو الأحلام بأنّ الآتي أجمل طالما أن انتصارات الحياة والفرح والعيد ستحجز نفسها في الأيام القادمات، ستحجز نفسها في ابتسامةِ طفلٍ يرنو لفرحة العيد بملء قلبه.
فكل عام وأنتم بألف خير