الثورة- غصون سليمان:
تفرد مساحات العيد أجنحتها على المحتفين ببركات الشهر الفضيل، فعيد الفطر الملقب بالسعيد. حقاً إنه سعيد بما يثمر في القلوب بهجة وسروراً يداعب أفق الروح والنفس المتعبة بغض النظر عن الظروف الاقتصادية والمادية القاهرة التي قوضت كل الرغبات والأمنيات عند معظم الناس..
ففي العيد تصفو القلوب من الكدر وترتاح النفوس، وتتقدم لغة التسامح لتمسح غشاوة الكره والحقد والضغينة التي اغتالت معادن النفوس الطيبة وهي تحيي الطقوس والعادات والتقاليد، ومع ذلك يبقى للعيد حصة كبيرة في وجدان وضمير الناس الذين يلونون أيامه بضحكات الأطفال وهم كالفراشات يتنقلون بين الألعاب والأراجيح المنتشرة في الحدائق والحارات والساحات العامة، تغمرهم فرحة المناسبة، فيما الباعة الجوالون يزينون عربياتهم بألوان الأطعمة وهدايا الصغار، وعيون الأهالي لا تهدأ وهي تراقب حركات وابتسامات أبنائها بلهفة الزائر الجميل.
وفي جغرافية الأحزان تطوي معابر الألم دروبها المتعرجة وهي تصدح بذكريات الفقد لمن غادروا، تعلل النفس بالآمال وعنفوان الصبر، وثواب الأجر، فمن أجمل لحظات أيام العيد وأسرار طقوسه لقاء أفراد الأسرة والعائلة والأحبة والأصدقاء، وحالة السباق لكيفية الاستعداد لاستقباله بالزينة وأطباق الحلويات والمأكولات التي يرغبونها.
صحيح أن الكثير من ضيافة العيد تقلصت إلى الحدود الدنيا لكن ربات المنازل وسيدات التدبير في بلد الخير سورية بما يمتلكن من مروءة وإحساس بخصوصية أن توجد بعض من ضيافة فطر العيد ولاسيما الكعك وأقراص المعمول وغيرها،ما يجعلن الفرح والسرور يخيم على أجواء الأيام المباركة كل حسب قدرته.
فكل عام وأبناء وطني.. شعباً وجيشاً وقائداً بألف خير.. عبارة ترتسم فوق شفاه المجد ومع الأماني نحيا ونفرح.