عندما توعز صحيفة النيويورك تايمز الأميركية إلى صحفييها الذين يغطون العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المنكوب بعدم استخدام مصطلحي الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، وبتجنب استخدام عبارة الأراضي المحتلة عند وصف الأراضي الفلسطينية أو كلمة فلسطين وفقاً لما نقله موقع انترسبت الأميركي، فإن هذا الإجراء إنما يدلل بالقاطع بأن الإعلام الأميركي لم يكن إعلاماً حراً في يوم من الأيام وإنما هو أداة تدعم القتلة ولا تنصف الضحية، ويعمل أولاً وأخيراً في ضوء مصالحه لا أكثر ولا أقل.
ما قامت به النيويورك تايمز لم نستغربه على الإطلاق فلطالما كان الإعلام الأميركي والغربي عموماً يزيف الواقع ويلفق الروايات والأكاذيب التي تخدم مصالح الولايات المتحدة الأميركية، وهي ليست المرة الأولى التي يقوم بها بذلك.. وكثيرة هي القصص المفبركة التي حاكها حول سورية ليقلب الحق باطلاً والباطل حقاً، وها هو يلعب الدور القذر نفسه ولكن هذه المرة حيال غزة المبادة.
ماكينات الإعلام الغربي المضلل تستثمر بكل ما يفيض من إنائها الآسن افتراء وتلفيقاً وتزويراً.. تعمل لإجهاض الحق الفلسطيني وتقزيم معاناة الفلسطينيين، ولكن كل محاولاتها القذرة لم تجد نفعاً، وها هي المظاهرات العالمية والعربية التي تعمّ العواصم والمدن أكبر دليل على الفشل الذريع الذي مني به القائمون على الإعلام المضلل، فكل سيناريوهاتهم لم تفلح في إسكات الضمائر الحية التي تصدح ليل نهار نصرة لغزة وأهلها من محتل غاشم لا وجود لإنسانية في قواميسه أو شرعية أممية في انتهاكاته العدوانية..