الثورة – مجد عبود:
يتحدث فيلم “shalow hal” عن شاب قرأ أحدهم عليه تعويذة جعلته يرى الأشياء على حقيقتها، بعيداً عن شكلها الخارجي، صار السيد هال يرى الجوهر ويهمل القشور.
ليقع لاحقاً في حب فتاة قبيحة المظهر جميلة الجوهر، ولم تفلح كل محاولات أصدقاء السيد هال في إقناعه أن تلك الفتاة بشعة، لتنتهي قصتهم بالزواج.
بعيداً عن سردية الفيلم وأبعاده والعبرة منه وكيف انتهى، تذكرني قصته بالشعب السوري.
الشعب الذي لم يحتج إلى أي تعويذة ليرى البلاد جميلة وليقع دائماًً في غرامها ويضحي من أجلها، رغم كل ما تجرعوه من ألم في هذه البلاد.
الكثير من الدراسات ومراكز الأبحاث الأجنبية تحدثت عن أسباب صمود السوريين في بلدهم، لكنها لم تأت ولا واحدة بجواب شاف.
ولم أجد جواباً أفضل من قصة الفيلم أو ربما لأنهم ينظرون بعين طبعهم و نسوا المنبت الطيب للشعب السوري العريق بحضاراته.
نعم.. ما زلنا نرى البلاد جميلة رغم وضع طرقاتها، وظلمة بيوتها، ومحدودية رواتب موظفيها، وتقصير مسؤولينا.
تمر ذكرى الجلاء على السوريين اليوم وفي قلوبهم حزن كل الدنيا، وغصة أرهقت أبدانهم، في ظل ما يعيشونه من تعب وحزن.
لكن السوريين يدركون قيمة بلدهم ويظهر هذا جليّاً من خلال ما قدموه من تضحيات.
وما نكتبه هو دعوة لمجلس شعبنا العظيم ولحكومتنا العتيدة ولمسؤولينا الأفاضل أن يستذكروا بطولة القائد سلطان باشا الأطرش، ووطنية الشيخ صالح العلي، ومحبة إبراهيم هنانو للبلاد، ولنطالبهم بالعمل لأجل الأبناء الذين حملوا الرسالة.
وننتظر منهم حلولاً جادة بحجم كبر هذا الشعب وعلى قدر علو قيمته الرفيعة لتعود فرحة الجلاء إليهم من دون أي غصة.