الثورة – هراير جوانيان:
نجح باير ليفركوزن بقيادة مدربه الإسباني، تشابي ألونسو، في التتويج بلقب الدوري الألماني لكرة القدم، للمرة الأولى في تاريخه، بعد سنوات من الانتظار والمحاولات المتكررة، ليسجل الفريق في موسم 2023ـ 2024، واحدة من كبرى صفحات النجاح في مسيرته، وينضم إلى قائمة الأندية التي أهدت جماهيرها لقب البوندسليغا، مُنهياً سيطرة بايرن ميونيخ، الذي حصد اللقب في آخر 11 عاماً على التوالي.
وفي إسبانيا، كانت انطلاقة فريق جيرونا في الليغا تُشبه إلى حدٍّ كبير بداية ليفركوزن في البوندسليغا، ذلك أن الفريق الإسباني حقق نتائج مميزة وتصدر الترتيب عدة أسابيع، وكان المنافس الأول لريال مدريد على الصدارة، لكن نتائجه سجلت تراجعاً تدريجياً، ليودّع سباق المنافسة على اللقب، ثم خسر مركز الوصافة، وبات مركزه الثالث مهدداً بعودة قوية من أتلتيكو مدريد.
وكانت هناك عدة نقاط جعلت باير ليفركوزن يكتب التاريخ بالحصول على اللقب، مقارنةً بفريق جيرونا، ذلك أن النادي الألماني يملك سجلاً أكبر من الفريق الإسباني من حيث التجربة على المستوى العالي، إذ حقق الكثير من النتائج المميزة، منها الوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، عام 2002، في حين أن جيرونا يخوض أول موسم له في الدوري الإسباني، ومِن ثمَّ لم يكن معتاداً على مثل هذه الوضعيات الصعبة، ولا يملك شخصية قوية تساعده في الصمود طوال موسم كامل.
ليفركوزن استفاد من تراجع بايرن ميونيخ
يختلف عدد الأندية، التي تنافس فعلياً على اللقب بين الليغا الإسبانية والبوندسليغا الألمانية، ففي ألمانيا تتنافس جميع الفرق مع بايرن ميونيخ، أما في إسبانيا فإن الوضع يختلف بوجود ريال مدريد وأتلتيكو مدريد وبرشلونة، إضافة إلى أندية الصف الثاني مثل إشبيلية وأثلتيك بلباو، ومِن ثمَّ فإن الوضع يبدو أسهل في ألمانيا، قياساً بإسبانيا، لأن تراجع نتائج بايرن هذا الموسم خدم ليفركوزن كثيراً، حيث تعثر البافاري عدة مرات أمام أندية متواضعة، بينما يقدم ريال مدريد حتى الآن موسماً مميزاً، وشهدت نتائج برشلونة تحسناً كبيراً في الفترة الماضية، كما أن ثلاثة أندية إسبانية، تنافس جيرونا على اللقب، سبق وتأهلت إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.
كما يملك ليفركوزن عدداً من النجوم أصحاب الخبرات الكبيرة في المنافسة على الألقاب، بقيادة السويسري غرانيت تشاكا، لاعب أرسنال سابقاً، ورصيد اللاعبين من التجارب الكبيرة ساعدهم في ذلك، إضافة إلى وجود مدرب لديه خبرة بهذا المستوى من المسابقات، في وقت يفتقد جيرونا إلى لاعبين خبروا هذه الأجواء، أو يمكنهم صنع الفارق في المباريات التي تشهد تنافساً قوياً، وهو ما اتضح من خلال فقدان الكثير من النقاط، التي كانت تبدو في متناولهم، عكس ليفركوزن، الذي كان يصرّ على الانتصار في كل المواجهات، وتمسك بالأمل بشكل كبير، رغم أنه خسر عدداً من لاعبيه، خلال كأس أمم إفريقيا، التي أقيمت في ساحل العاج، بداية هذا العام.