الثورة – ترجمة رشا غانم:
سلط التصويت في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على العضوية الكاملة لفلسطين، الضوء على سعي الشعب الفلسطيني الدائم إلى إقامة دولة، ولكن للأسف لم ينجح، كما أنه فضح الولايات المتحدة، التي استخدمت حق النقض ضد قرار الأمم المتحدة المدعوم على نطاق واسع والذي كان من شأنه أن يسهل العضوية الكاملة لفلسطين، باعتباره أكبر عقبة أمام سعي الشعب الفلسطيني المشروع للحصول على حقوقه، هذا ما فعلته الزعيمة التي نصبت نفسها على أنها “زعيمة للعالم الحر”.
يذكر أنه في عام 2011، تقدمت السلطة الفلسطينية لأول مرة للانضمام إلى المنظمة العالمية كعضو، حيث فشلت تلك المحاولة لأن الفلسطينيين لم يحصلوا على الحد الأدنى من الدعم المطلوب من تسعة من أصل ١٥ من أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
ويعكس الدعم الساحق الذي تلقته فلسطين هذه المرة العدد المتزايد من أعضاء الأمم المتحدة الذين يعترفون بكونها دولة، وكذلك الدعم العالمي للشعب الفلسطيني الذي يواجه أزمة إنسانية بسبب الهجمات المستمرة من قبل الكيان الإسرائيلي، وباستخدام حق النقض ضد قرار الأمم المتحدة مؤخراً، بعد أن استخدمت حق النقض ضد أربعة قرارات سابقة تدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة، وضعت الولايات المتحدة نفسها ضد المجتمع الدولي، فلم تمنع الولايات المتحدة الشعب الفلسطيني من تحقيق تطلعاته فحسب، بل دفعت أيضاً إلى التدقيق في ادعائها بأنها أكبر “حامي لحقوق الإنسان”.
وورد بأن الممثل المناوب للولايات المتحدة للشؤون السياسية الخاصة في الأمم المتحدة روبرت وود قال إن عضوية فلسطين في الأمم المتحدة “يجب أن تكون نتيجة المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين”، وكذلك “شيء من شأنه أن ينبع من نتيجة تلك المفاوضات”.
أدى دعم الولايات المتحدة الأعمى للكيان الإسرائيلي إلى تآكل أساس حل “الدولتين”- وهو الطريق الوحيد نحو سلام دائم، فلطالما دعت الولايات المتحدة إلى محادثات مباشرة بين “إسرائيل” وفلسطين لحل القضية الفلسطينية، ولكن من خلال القيام بذلك، فإنها تتجاهل الديناميكيات المتغيرة داخل المنطقة، بما في ذلك إحجام الكيان عن قبول حل “الدولتين”، هذا وأدت المستوطنات الإسرائيلية المتزايدة على الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية إلى تقليص أراضي الدولة الفلسطينية بشكل كبير منذ أن تقدمت لأول مرة للانضمام إلى الأمم المتحدة في عام 2011.
كما أنه في غضون ساعات من استخدام الولايات المتحدة حق النقض ضد قرار مجلس الأمن، أكد مسؤولون أمريكيون أن صاروخاً إسرائيلياً أصاب موقعاً إيرانياً بينما تم الإبلاغ عن انفجارات بالقرب من مدينة أصفهان الإيرانية، مع تعليق الرحلات الجوية عبر عدة مناطق بما في ذلك طهران وأصفهان، فمن خلال الإصرار على المفاوضات المباشرة بين الكيان والدول التي لديها خلافات معها، فإن الولايات المتحدة تجعل الوضع في الشرق الأوسط أكثر تقلباً.
يبلغ عدد الشهداء الفلسطينيين في غزة بالفعل ما يقرب من 34000، معظمهم من النساء والأطفال، في الوقت الذي يكون فيه هجوم الكيان الإسرائيلي على رفح، حيث يتجمع 1.4 مليون فلسطيني هرباً من الهجمات الإسرائيلية القاسية في وسط وشمال غزة، ويمكن أن تمتد الحرب الإسرائيلية على فلسطين إلى بقية الشرق الأوسط، ويجب على الولايات المتحدة أن تنحاز إلى المسار الصحيح للتاريخ لدعم العدالة والسلام.
وعلى الرغم من النكسة، يجب على المجتمع الدولي، متحدياً الولايات المتحدة، تكثيف الجهود لضمان حصول الشعب الفلسطيني على العدالة من خلال الانضمام إلى الأمم المتحدة كعضو كامل العضوية.
المصدر- تشاينا ديلي