دمشق – ثورة زينية:
بعد أيام قليلة سيوضع في الخدمة أسرع مشروع خدمي تم إنجازه في العاصمة دمشق منذ عقود طويلة، والمشروع لم يتجاوز المدة العقدية المحددة له بعد أن كانت معظم المشاريع السابقة تحتاج إلى ملاحق عقود، وإلى تمديد البرنامج الزمني المحدد لإنجازها، واحتاج فقط إلى 10 شهور على وجه التقريب لإنجازه كاملاً.. فقد تمت المباشرة بتنفيذه في أيار الماضي من عام 2023.
من 26 إلى 70 مليار ليرة
مشروع عقدة المواساة المرورية الذي وصلت كلفة إنجازه إلى70 مليار ليرة بعد أن كان المبلغ في العقد الموقع مع الجهة المنفذة وهي الإنشاءات العسكرية هو 26 مليار ليرة، لكن وحسب تبريرات محافظة دمشق فإن ارتفاع المبلغ يعود لارتفاع أسعار المواد المستخدمة لإنجاز المشروع وفروقات الأسعار من اسمنت وحديد وغيرها.
رتوش قليلة
وفي تصريح لـ “الثورة” بين مدير الدراسات الفنية في المحافظة معمر الدكاك أن نسبة الإنجاز وصلت إلى 99%، وشارفت الأعمال على الانتهاء بشكل كامل وأنه لم يتبق إلا رتوش قليلة جداً، مبيناً أن الحركة السطحية والوصول إلى مستشفيي المواساة والأطفال الجامعيين عادت إلى وضعها السابق، ولم يتبق إلا افتتاح النفق وتدشين المشروع بشكل رسمي، مشيراً إلى أنه تم وضع الطرقات الفرعية لمشروع نفق المواساة أمام حركة مرور الأهالي، وعودة المحاور إلى وضعها الطبيعي، وذلك بعد توقف جزئي للقيام بأعمال تأهيل النفق اعتباراً من أول أيار العام الماضي إيذاناً بافتتاحه خلال أيام قليلة جداً، بعد إنجاز كل الأعمال الأساسية الخاصة للمشروع.
كلفة بسيطة
ولفت المهندس الدكاك إلى أن الصورة النهائية لمشروع ساحة المواساة المقرر افتتاحها مع النفق، ليست كما نشر على وسائل التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام من صور لدوار المواساة غير المطابق للواقع، موضحاً أن الدوار الذي يبلغ قطره 120 متراً، نفذ بطريقة بسيطة وكلف قليلة جداً، والهدف الأساسي توجيه هذا الدوار لحركة المرور بشكل جيد،، فتم تنفيذ تصميم هندسي بسيط تم فيه زرع بعض أنواع النباتات التي تم استقدامها من مشاتل المحافظة، إضافة لتجهيز حديقة مجاورة للنفق، بما فيه استكمال تجهيز الساحة خلف مستشفى الأطفال، كاستراحة ومكان جلوس مرافقي المرضى.
كما لفت مدير الدراسات الفنية إلى أنه تمت إضافة لمسات فنية في النفق من خلال وضع مجسمات تمثل رموز الحضارات في سورية، مثل قلعة دمشق ومعالمها التاريخية وغيرها من الرموز التاريخية والحضارية من جميع المحافظات السورية، تمت على نفقة مستثمر اللوحات الإعلانية داخل النفق، مع استكمال كل أعمال المشروع بالتنسيق بين المديريات المعنية والتعاون مع الشركة المنفذة للمشروع «الإنشاءات العسكرية» فرع دمشق لوضع المشروع في الخدمة خلال الأيام القليلة القادمة، كما تم إنجاز عمليات تثبيت الحجر، وفتح الطرقات السطحية أمام الأهالي كما كانت سابقاً، وكذلك سيتم افتتاح النفق للسيارات خلال 3-4 أيام القادمة، منوهاً بأنه لم يتم تقرير موعد التدشين.
خط معفى من التقنين
وأشار المهندس الدكاك إلى وضع خط معفى من التقنين لإنارة النفق والطرق فيه، وليس بالطاقة الشمسية، إضافة لأعمال تركيب الإنارة، مؤكداً أن المشروع سار بسرعة بالرغم من الظروف الصعبة، ولاسيما من ناحية شح المواد والعمال والخبرات الفنية.
ونوه بأن المشروع يأتي ضمن سلسلة من المشاريع الأخرى الهدف منها تخفيف الازدحامات وطرح الحلول المرورية، مشيراً إلى أن الحركة في هذه المنطقة التي تعد محوراً مهماً وحيوياً لوجود عدد من المستشفيات، إضافة للسكن الجامعي كونه سيخفف 60 % من حدة الازدحامات ضمن هذا المحور.
وتجدر الإشارة إلى أن مشروع المواساة يمتد من عقدة الربوة حتى عقدة 17 نيسان بطول 525 متراً ومقطعين مغلقين، الأول أسفل تقاطع مستشفى الأطفال بإجمالي طول 100 متر والثاني أسفل ساحة المواساة بإجمالي طول نحو 90 متراً، وحارتين مروريتين في كل اتجاه داخل النفق وثلاث حارات مرورية في أعلاه بكل اتجاه، لافتاً إلى وجود دراسة كاملة للمحور الشمالي الجنوبي من خلال دراسة حفر نفق في المجتهد وباب مصلى، يمتد من محور الجندي المجهول إلى المتحلق الجنوبي مروراً بأنفاق المواساة والكارلتون والمجتهد وباب مصلى.