الثورة – نيفين أحمد:
تعد الفيضانات من الكوارث الطبيعية الدموية التي تستمر بحصد الأرواح سنويًا وتزداد وتيرتها في ظل تغيّر المناخ.
وتكمن خطورة هذه الظاهرة في أنها قد تحدث بسرعة فائقة فدقائق قليلة كافية لرفع منسوب المياه لأمتار وقد تحدث الفيضانات عند هطول الأمطار الغزيرة أو ذوبان الثلوج أو ارتفاع أمواج المحيطات أو انهيار السدود.
ففي عام 1887 قتل أكثر من 900 ألف شخص في فيضان النهر الأصفر في الصين ولأن المزارعين الصينيين بنوا السدود على طول النهر لحماية محاصيلهم، لم يتمكن النهر من ترسيب الطمي بشكل طبيعي، مما أدى إلى ارتفاع منسوب المياه الإجمالي ،إذ طال تأثير الفيضان أكثر من 50000 ميل مربع.
وقد شهدت الصين أكثر الفيضانات حصدًا للأرواح في التاريخ ،إذ يطلق على الأحداث التي وقعت في الصين عام 1931 اسم “فيضانات نهر اليانغتسي- هواي” فبعد أن ساد الجفاف بين عامي 1928 و1930، تساقطت ثلوج كثيفة على منطقة نهري اليانغتسي وهواي.
ووفقا لوزارة الشؤون المدنية أودت الفيضانات التي ضربت وسط وجنوب الصين في الفترة السابقة بحياة 180 شخصا وألحقت أضرارا بنحو مليوني هكتار من الأراضي الزراعية، بالإضافة إلى خسائر اقتصادية مباشرة تقدر بقيمة 5.73 مليارات دولار أميركي.
وكان رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ قد توجه مؤخرا إلى مقاطعة خو بيي ومدينة ووهان إحدى أكثر المدن تضررا وتأثرا حيث التقى ببعض المتضررين وحث المسؤولين على بذل قصارى جهدهم للحد من المخاطر الناجمة عن الفيضانات والعمل العاجل على إغاثة المواطنين وحماية الأرواح والممتلكات.
وأدت الأمطار الغزيرة المستمرة منذ ثلاثة أسابيع في مناطق عدة بمحيط نهر يانغتسي إلى انهيار 41 ألف منزل وأرغمت نحو 1.4 مليون شخص على إخلاء منازلهم في 26 منطقة وتسود مخاوف من تزايد الأضرار بالأرواح والممتلكات مع استمرار هطول الأمطار في عدد من المقاطعات والمناطق وسط وجنوب الصين.
ولم تكتف الفيضانات بحصد الأرواح وجرف الممتلكات العامة في المناطق المنكوبة، بل أدت أيضا إلى شل الحركة الاقتصادية وخفض عجلة الإنتاج.
ففي مقاطعة جيانغ سو التي ضربها إعصار شديد قبل أسبوعين أعلنت شركة “وشي جيانغ نان” المصنعة للكوابل المعدنية تخفيض إنتاجها إلى عشر طاقتها الإنتاجية.
ومع تخفيض الإنتاج في عدد من المصانع والشركات الصينية الكبرى، وتقليص عدد الرحلات الجوية والبرية الواصلة إلى المدن والمقاطعات المنكوبة، توقع خبراء صينيون أن ترتفع تكاليف نقل البضائع إلى الضعف وكذلك ارتفاع أسعار بعض السلع الأساسية التي تصدرها الصين مثل الحديد والنحاس والنيكل إلى 10%، خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.
الى ذلك أفادت وسائل إعلام رسمية اليوم الإثنين بأن 11 شخصا في عداد المفقودين بعد العواصف التي ضربت جنوب الصين، فيما تم إجلاء عشرات الآلاف بعيدا عن الأمطار الغزيرة.
و نقلا عن إدارة الطوارئ المحلية ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة “شينخوا” إن “11 شخصا في المجمل في عداد المفقودين بعد هطول أمطار غزيرة متواصلة على أجزاء كثيرة من غوانغدونغ في الأيام الأخيرة”.
وأضافت أنه تم نقل أكثر من 53 ألف شخص في جميع أنحاء المقاطعة.
وقال المركز الوطني للأرصاد الجوية إن المقاطعات المجاورة، بما في ذلك أجزاء من فوجيان وغويتشو وغوانغشي ستتأثر أيضا “بأمطار غزيرة قصيرة المدى”.
وأضافت أنه “من المتوقع أن تستمر فترة التأثير الرئيسية للحمل الحراري القوي من النهار حتى الليل”.
ومن المتوقع أن تستمر الأمطار الغزيرة اليوم الإثنين حيث تتوقع سلطات الأرصاد الجوية حدوث “عواصف رعدية ورياح قوية في المياه الساحلية لمقاطعة غوانغدونغ” وهي منطقة بحرية متاخمة للمدن الكبرى بما في ذلك هونغ كونغ وشنتشن.