الثورة – دمشق – مريم إبراهيم:
على مدى خمسة أيام تستمر أعمال المؤتمر العلمي الثاني لكلية الآداب والعلوم الإنسانية الذي انطلق بالتشاركية مع مؤسسة القدس الدولية واتحاد المؤرخين العرب في بغداد والاتحاد العام للحرفيين واتحاد الكتّاب العرب على مدرج المؤتمرات في الكلية، ويرافقه معرض للحرف التقليدية السورية لحاضنة دمر المركزية.
نائب رئيس جامعة دمشق للشؤون العلمية الدكتورة ميساء السيوفي بيّنت أن كلية الآداب والعلوم الإنسانية هي منبر ثقافي وعلمي وحضاري، ودائماً ما تستقطب المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي في سورية وأنحاء الوطن العربي، والمؤتمر يتمحور حول العلاقة الكامنة بين العلوم المختلفة، هل هي علاقات تكاملية، أم تداخلية، أم إقصائية؟ وما مدى تأثره وتأثيرها ببعضها وبغيرها؟ وأبحاث المؤتمر تتركز حول العلوم الإنسانية والاجتماعية على وجه التحديد، وهي العلوم الأساسية التي تحدد موقع الإنسان وتحافظ على جوهره وإنسانيته، وهي معتمدة لتعزيز احترام الأخلاقيات الحيوية في العلوم التجريبية والتكنولوجية، وتعزز قيم الحوار والاحترام بين الشعوب والثقافات، والحديث يشمل ظاهرة التأثير والتأثر بين مختلف العلوم، كعلاقة الفلسفة بالأدب وبعلم النفس وبالفلك وعلم الفيزياء.
وحول معرض الحرف التقليدية السورية أوضحت السيوفي أن المعرض أصبح تقليداً معروفاً في كلية الآداب، يعرض الحرف الموجودة في حاضنة دمر المركزية ويكرم الحرفيين والصنّاع المهرة، بهدف المحافظة على هذه الحرف وضمان ديمومتها واستمرارها، وهناك صدارة الكتاب السوري من خلال افتتاح معرض الكتاب الدائم لاتحاد الكتّاب العرب في بهو كلية الآداب.
بدوره أشار نائب رئيس اتحاد الكتاب العرب توفيق أحمد إلى أهمية التشاركية مع جامعة دمشق وبقية الاتحادات في انطلاق أعمال المؤتمر، والاتحاد يدرك متانة العروة الوثقى التي تجمع بين العلوم واللغة، حيث أولى اللغة القدر الكبير من الحرص عليها والعناية بها، إيماناً منه بأن اللغة هي الوعاء الذي يستوعب العلوم، لافتاً إلى افتتاح معرض دائم للكتاب في بهو كلية الآداب بأسعار تناسب الطلاب.
وبيّن رئيس مؤسسة القـدس الدولية خلف المفتاح أن أهمية المؤتمر تأتي أنه يقام في جامعة دمشق التي تعتبر بنكاً للعقول، حيث يمكن استثمار المنتج المعرفي لتطوير كل أشكال الحياة، وهناك بحوث مهمة ستقدم خلال جلسات المؤتمر على مدى خمسة أيام في كلية الآداب والعلوم الإنسانية، حيث أن المؤتمر سيصبح منصة لإطلاق الأفكار العلمية والاقتصادية والاجتماعية للنهوض بكل أشكال الحياة.
رئيس الاتحاد العام للحرفيين ناجي الحضوة بيّن أن مشاركة الاتحاد أصبحت مشاركة دورية في كلية الآداب والعلوم الإنسانية من خلال افتتاح معرض الحرف التقليدية، لإبراز الحرف التقليدية السورية التي تعتبر من التراث اللامادي السوري، ويتم عرض أهم الحرف التقليدية السورية، حيث إن الحرف السورية هي حرف قديمة موروثة نتغنى بها، وتم تصديرها إلى جميع أنحاء العالم ووثقت التاريخ الحرفي لسورية، واحتياجات الإنسان من خلال مجموعة من أهم الحرف منها البروكار، والداماسكو، والنول وغيرها.
إحياء التراث التقليدي
وأكد عدد من الحرفيين المشاركين في معرض الحرف التقليدية على أهمية المشاركة في المعرض وعرض مشغولاتهم في مجالات صناعات الحرف التراثية والمشغولات والأعمال اليدوية المتعددة الأشكال، مع أملهم بمواصلة المشاركة في المعارض القادمة وتوسيع هذه المشاركة في هكذا معارض نظرا للأهمية الكبيرة لهذه المعارض لإعادة إحياء التراث والصناعات القديمة، مع ضرورة المحافظة عليها واطلاع جيل الشباب عليها ومواصلتها والتغني بقيمتها وبهذا التراث المهم الذي يعبر عن مهارة الصناع والحرفيين السوريين في هذه المجالات.
ويتضمن المؤتمر جلسات علمية على مدى خمسة أيام يشارك بها أساتذة من كافة الأقسام في كلية الآداب والعلوم الإنسانية واتحاد المؤرخين العرب ومؤسسة القدس الدولية واتحاد الكتّاب العرب.