الثورة – همسة زغيب:
يتعرض الأطفال مجهولي النسب والمشردين للكثير من المخاطر، ما يستدعي تضافر الجهود من أجل رعايتهم ليكونوا كغيرهم من الأطفال، وأن تحفظ كرامتهم وهويتهم، وهناك عدة أدوات وسبل تجعل منهم أطفالاً كغيرهم بالحقوق وبناء شخصياتهم ومستقبلهم، هذا ما تناولته الندوة التوعوية القانونية في المحطة الثقافية في جرمانا بالتعاون مع جمعية ومضات والأمانة السورية للتنمية قدمها المحاميان ربا جربوع وجورج الحمصي.
أدار الندوة رئيس مجلس إدارة جمعية ومضات وديع شماس وأوضح أن مجهولي النسب ظاهرة اجتماعية خطيرة ظهرت بشكل كبير نتيجة ظروف غير موضوعية، وتعد الأنشطة الاجتماعية التوعوية جزءاً مهماً لنشر التوعية حول قضايا اجتماعية وإنسانية ومناقشة الحلول المتعلقة بها، وتأمين بيئة إنسانية تعوّضُهم الفقد الذي يعانونه، والعمل على زرع الثقافة الإنسانية في المجتمع وتنميتها حفاظاً على الهوية الوطنية والانتماء وتأمين التربية والنمو ليكونوا في المستقبل جزءاً أصيلاً من المجتمع.
تضمنت الندوة التعريف بمجهولي النسب ومن يعد بحكمهم، وهي ظاهرة اجتماعية خطيرة ظهرت بشكل كبير لأطفال ضلوا الطريق ولا يملكون المقدرة على الكلام أو التواصل، وتم شرح لمفهوم الرعاية البديلة وأهميتها في غرس القيم النبيلة وترسيخ المبادئ السامية والقيم الوطنية لتنمية شخصيته ومواهبه وتأمين تعليمه.
ومن جهتها المحامية ربا جربوع أشارت إلى وسائل التعامل مع المشردين سواء أكانوا مجهولي النسب أم فاقدي الرعاية الأسرية والذين يعانون الضياع والكثير من مخاطر الانحراف، موضحة الوسائل القانونية لرعايتهم ودور المؤسسات المختصة بذلك.
أما المحامي جورج الحمصي أوضح الحالات الاجتماعية التي ينطبق عليها تسمية طفل مجهول النسب، وحقه في الحصول على رعاية مع الحفاظ على انتماءات الطفل الإنسانية والدينية وتلبية احتياجاتهم من رعاية بمختلف جوانبها التعليمية والصحية والثقافية والنفسية.
وقد شرح أن أهداف المرسوم التشريعي تضمن تمتع الطفل بجميع حقوقه وتنظيم شؤون رعايته وحمايته من الاستغلال، كما تمت الإضاءة على هيئة عامة ذات طابع إداري، وهي الجهة المخولة قانوناً بكل ما يختص بأطفال مجهولي النسب تسمى “لحن الحياة”.
وقد شرح المحاميان ما هو عقد الإلحاق والشروط البديلة والفارق بين التبني وعقد الإلحاق، وتتم “خطة التتبع” بعد تسليم الطفل للأسرة البديلة بموجب عقد الإلحاق، وهذه الخطة مسؤولة عن متابعة حالة الطفل كل فترة تضمن له حياة كريمة وبيئة آمنة، ومن هنا تكمن أهمية النشاطات التوعوية لنشر التوعية وهي مسؤولية كبيرة، وضرورة تنمية الوعي الثقافي والاجتماعي في التعامل معهم، بما يسهم في تحقيق حالة إنسانية ووطنية لحمايتهم.