الثورة – دمشق – نيفين أحمد:
“أعطني مسرحاً أعطك أمة”.. مقولة تحمل الكثير من المعاني والدلالات لأهمية المسرح وآثاره التربوية.. ومن هنا تأتي فعالية النشاط المدرسي الذي يعد المسرح دعامة من دعاماته وفق برامج هادفة تحدد لها مؤسسات التعليم تخطيطاً مدروس الجوانب المتكاملة أسوة بالعمليات التربوية التي تسعى جاهدة لتكوين شخصية أبناء المدارس بصقل مهاراتهم عن طريق تنمية قدراتهم بشتى وسائل رفع قدراتهم المعنوية، ويعتبر المسرح المدرسي أداة لتنمية القدرات والتغلب على الخجل والانزواء خوفاً من تعليقات الأقران السلبية ويسود التوجس والخوف والرهبة من الوقوف على المسرح.
تشجيع تعلم اللغات
وهذا ما أظهرته الفعالية التي أقامها معهد الحرية – مدرسة اللاييك، وكان لنا وقفة مع مشرفة القسم الابتدائي بالمعهد الأستاذة سمر عباس للحديث عن أهمية التدريب وتشجيع الطالب لفعاليات المسرح المدرسي، وأشارت إلى أنه المهم لدينا هو اكتشاف المواهب وتشجيعهم على التحدث باللغة الصحيحة، لأننا في هذه الفعالية التي نقيمها باللغة الانكليزية هي تشجيع لتعلم اللغة، نظراً لحاجات هذا العصر التي بات يحتاجها هذا الجيل إلى أن يتعلم اللغة ويكسر عامل الخوف والرهبة خلال وقوفهم أمام أهاليهم وأصدقائهم وذويهم بما يعزز الثقة بالنفس لديهم.
ولدى سؤالنا كيف يتم التواصل لفعاليات المدرسة تابعت عباس: “نحن ومنذ بداية العام الدراسي نقوم بوضع خطة لاكتشاف مواهب الطلاب ويتم انتقاؤهم من خلال متابعتهم، وحتى لو لم يكن للطالب الرغبة في المشاركة نعمل على تشجيعه ونعطيه نصوصاً أو فقرات كي يتدرب عليها، والطالب الذي يلتزم معنا ونجده أنه الجدير هو الذي يتم اختياره.”.
وأضافت عباس: “في البداية نعرض الفكرة على الجميع وربما يكون هناك طالب جدير جداً ولكنه خجول ولديه خوف من التجربة لذلك نعطي للكل المجال لنكتشف الأجدر ليشارك معنا”.
ولدى سؤالنا عن الفعاليات التي تقام بالمدرسة إضافة لفعالية اللغة الانكليزية التي تم القيام بها، بيّنت عباس أن الفعاليات لا تقتصر على اللغة الانكليزية فحسب، بل هناك فعالية للغة العربية ونحن نهتم بها كثيراً إضافة إلى فعاليات رياضية وفنية موسيقية.
الجدير بالذكر أن فعالية التشجيع على القراءة باللغة العربية ستقام اليوم الخميس على المسرح المدرسي في المدرسة ولجميع الصفوف وتم اختيار طلاب موهوبين شاركوا في تحدي القراءة على مدار الأعوام السابقة، ونوهت بأن هناك فعاليات تقام في الأعياد وخاصة عيدي الأم والمعلم.
وختمت عباس حديثها: “إن النشاطات لا تنتهي وهم مستمرون في العمل والتحضير والمتابعة لأن لديهم أعداداً كبيرة من الطلاب وتسعى المدرسة لمشاركة أكبر عدد من الطلاب، معبرة عن شعورها بالحزن كثيراً عندما لا تستطيع كمدرسة وإدارة مشاركة الجميع بحكم الالتزام بأعداد محددة ونعمل على هذه الفكرة لكي يستفيد الجميع ويشارك بكل الفعاليات، متمنية مستقبلاً زاهراً لطلاب سورية فهم أمانة في أعناقنا”.
أثر المسرح المدرسي على الطالب
إن الفعالية التي أقيمت أمس الأول، لاقت إعجاب الأهالي والحضور لما له من تأثير إيجابي على شخصية أطفالهم، ومنح الثقة في نفوس الطلاب وزادتهم حباً للغة وكل هذا يعود إلى المشرفين على هذه الفعالية، ولاسيما المعلمة ميرنا موسى والمعلمة سلوى طبال والمعلمة رنا غنوم، ومدى تأثيرهم على الطلاب وتحفيزهم وتشجيعهم بأسلوبهم المحبب ليقدموا أفضل ما عندهم.
تقول المعلمة موسى:” زال شعوري بالتعب عندما أثمرت جهودنا مع الطلاب من خلال ما أظهروه من تقديم رائع في هذه الفعالية التي نالت الرضا والاهتمام والتي نعتبرها بادرة محفزة وجديدة لأطفالنا.
خطط توجيهية
بدوره أشار موجه مادة اللغة الانكليزية عثمان قيلي إلى أنه منذ أكثر من سبع سنوات نقوم بهكذا فعاليات وأنشطة ثقافية تخص مادة اللغة الانكليزية تتضمن الفعالية أنشطة ثقافية من غناء ورقصات وغناء جماعي و”سكتشات” مقاطع مسرحية صغيرة هادفة تتناول مجالاً من مجالات الحياة ويمكن أن تكون متناولة لقيم أخلاقية واجتماعية.. وهذه الفعالية أيضاً نقوم بها باللغة الفرنسية”.
وأضاف قيلي: إن معهد الحرية محطة مهمة جداً بالمدارس التي تهتم باللغة الانكليزية بشكل مباشر والجهد الأكبر دائماً من قبل معلمات اللغة الانكليزية، إضافة إلى أنهم يشجعون طلابنا لكي يتعاملوا مع اللغة بشكل ممتاز، لافتاً أن “فعاليتنا تقام كل عام في التوقيت نفسه احتفالاً بأعياد نيسان وتزامناً مع نهاية العام الدراسي ونعتبرها تكريماً لطلابنا من جميع الصفوف، إذ يتم اختيار الطلاب المتميزين بهدف إرسالهم إلى مهرجانات تربوية باللغة الانكليزية.