الثورة – دينا الحمد:
على خلفية الهزائم المتلاحقة التي تتعرض لها القوات الأوكرانية، رغم الدعم الغربي المستمر، تسيطر حالة من التخبط على دوائر صنع القرار في حلف “الناتو”، لاسيما بعد تمكن القوات الروسية من تدمير العديد من الدبابات والمدرعات وأنظمة الصواريخ الغربية، التي تم تزويدها لنظام كييف من قبل الولايات المتحدة، ودول “الناتو.
وفي هذا السياق أفادت وسائل إعلام بريطانية، اليوم السبت، بأن تدمير دبابات “أبرامز” الأمريكية في أوكرانيا من قبل الجيش الروسي ترك حلف شمال الأطلسي عرضة للخطر.
ونقلت وكالة سبوتنيك عن صحيفة “التلغراف” قولها في تقرير لها إن الغرب وكييف ابتهجوا مع وصول دبابات “أبرامز” الأمريكية، حيث توقعوا أن تصبح هذه الخطوة نقطة تحول في الصراع، حيث بلغت تكلفة كل منها ما يقرب من عشرة ملايين دولار، وكان من المفترض أن تندمج معاقل الناتو المتحركة هذه في قبضة مدرعة واحدة وتخترق الخطوط الروسية.
وبحسب الصحيفة، ألحقت الطائرات المسيرة الروسية المخصصة للاستطلاع والبحث والضرب خسائر فادحة بقوات الدبابات الأوكرانية، وهذا ما أثار قلق حلف شمال الأطلسي، مضيفة أن الناتو خائف من أن تجد روسيا نقاط ضعف في دروع الدبابات الغربية ما يشكل خطرا كبيرا.
وخلص التقرير أنه بعد انسحاب الأوكرانيين من الخطوط الأمامية، يمكن أن تخضع الدبابات الأمريكية لتغييرات معينة في دروعها من أجل حمايتها بطريقة أو بأخرى من الطائرات المسيرة الروسية في ساحة المعركة.
هذا وأفشلت القوات الروسية “الهجوم المضاد” الأوكراني، على الرغم من الدعم المالي والعسكري الكبير الذي قدمه حلف الناتو وعدد من الدول الغربية والمتحالفة مع واشنطن، لنظام كييف.
ودمرت القوات الروسية خلال العملية الكثير من المعدات التي راهن الغرب عليها، على رأسها دبابات “ليوبارد 2” الألمانية، والكثير من المدرعات الأمريكية والبريطانية، بالإضافة إلى دبابات وآليات كثيرة قدمتها دول في حلف “الناتو”، والتي كان مصيرها التدمير على وقع الضربات الروسية.
وفي سياق مواز، أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أن الدول الغربية سوف تحاول تزويد كييف بأنظمة صواريخ باتريوت إضافية مضادة للطائرات، واستدرك أن هذا الأمر ليس أكيدا، كما أنه ليس حلا سحريا.
وقال وزير الدفاع الأمريكي في تصريح صحفي يوم أمس، إنه “فيما يتعلق بمنظومات باتريوت وما يمكننا القيام به في المستقبل. لم يتم تحديد هذا بعد … جميع الدول التي لديها باتريوت، بالطبع، تقدر هذه الإمكانات. لكنني أعتقد أنه سيكون ممكنا في المستقبل، بناء على نتائج عملنا مع عدد من الدول، الاتفاق على تخصيص منظومات إضافية”.
وأوضح أوستن أنه يود التحذير من وصف باتريوت بأنه حل سحري.
يشار إلى أنه بعد أيام من موافقة الولايات المتحدة وبريطانيا على مساعدات إضافية لأوكرانيا، من المقرر يفتتح في تل”بوكلونايا” بوسط موسكو في 1 أيار المقبل معرضا لغنائم الجيش الروسي، يكشف عن المعدات الحربية الغربية الصنع التي استولى عليها أفراد الجيش الروسي في منطقة العملية العسكرية الخاصة إلى جانب بعض المدافع التي يعود تاريخها إلى الحرب الوطنية العظمى (1941 – 1945).
وتشمل تلك المعدات العسكرية مدرعات بريطانية ودبابات ألمانية وأسلحة مدفعية أمريكية جميعها في حالة جيدة.
وبحسب موقع روسيا اليوم الالكتروني، سيكون بإمكان المواطنين الروس مشاهدة عشرات المعدات العسكرية التي حصلت عليها القوات المسلحة الروسية، خلال المعرض الذي يستمر لمدة شهر في ساحة “حديقة النصر”، وهي متحف في الهواء الطلق وسط العاصمة الروسية موسكو، يركز على إحياء ذكرى هزيمة ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية.